بدون سابق إنذار، بعث الرئيس المفوض إسماعيل الجامعي استقالته
من المكتب المسير للمغرب الفاسي، و الإنسحاب بصفة نهائية من تدبير الشأن الرياضي للمغرب
الفاسي.
واعتبر الجامعي الذي حاول إعطاء نفسا للمغرب الفاسي، في الوقت
الذي عان فيه الرئيس المنتخب مروان بناني من قلة الإمكانيات المادية، و ظروفه الصحية، استقالته نتيجة أسباب شخصية موضوعية وظروف
خاصة؛ لكن هذا المشكل طال أكثر من اللازم، لأن الرئيس الأكثر تتويجا في تاريخ المغرب
الفاسي، بثلاثية تاريخية، لم يكن بإمكانه الذهاب بالفريق إلى ما يريده الجمهور الفاسي،
الذي راهن عليه على اعتبار أنه صرح في الكثير من المناسبات، وأكثر من محطة بأنه سيعمل
على تحقيق حلم الجماهير الفاسية العريضة في مختلف أنحاء الدنيا؛ بل راهن على صعود المغرب الفاسي في مرحلة الذهاب؛ لكن للأسف.
الرئيس مروان بناني، راهن على ملفين، وذلك من خلال قراءة
خاطئة لمستشهريه و محاوريه، الذين بدورهم كانت
لهم قراءة خاطئة، حيث إنطلاقا من الملف الأول، و الذي يهم انتقال اللاعب أشرف بنشرقي
للوداد، ثم للعين، اعتبر الرئيس مروان بناني ومن معه بأنه ملف سهل، ويمكن حله عن طريق
العلاقات، وأن الرئيس السابق أحمد المرنيسي لم يعرف كيفية التعامل مع رئيس الوداد البيضاوي الناصري، وكانت الفكرة هو أخذ مبلغ
600مليون، الشيء الذي رفضه أحمد المرنيسي؛ لكن للأسف كما يقول المثل : (نية لعمى فعكازو.
)، لم يتفاهم الناصري مع مروان، وضاع حلم الملف الأول الذي أرد
الرئيس مروان بناني ومن معه تحقيق قولة (من
زيتو قليه)؛ بل الأكثر من ذلك، طلع علينا الرئيس وبعض أعضاء المكتب
المسير، مع بداية الموسم بأن المغرب الفاسي سيكون بألف خير ماديا، وأن هناك مستشهرين،
وأموال كثيرة من هنا وهناك؛ لكن للأسف الشديد عاش الفريق أزمة مالية خانقة مدة طويلة،
لم يتمكن من خلالها لا الطاقم التقني ولا اللاعبين تحملها.
أما الملف الثاني الذي راهن عليه الرئيس مروان بناني، هو صفقة انتقال اللاعب دجدجي غيزا
لأحد الأندية السعودية أو المصرية، وكان هناك عرض لدى الرئيس أحمد المرنيسي؛ إلا أن هذه الصفقة بقدرة قادر تبخرت
في الهواء، و السبب هي الطريقة الغريبة التي تم من خلالها مناقشة ملف انتقال الإيفواري
دجدجي غيزا.
ليصبح الفريق يعاني، على اعتبار أن الرئيس لا يتوفر على سيولة
مالية، و أن الجامعة لم تقدم المنحة المخصص للمغرب الفاسي؛ نظرا لكثرة ملفات النزاعات
التي بلغت في مجموعها 760مليون سنتيم .
ومما زاد الطين بلة داخل المغرب الفاسي، هو التعاقد مع مجموعة
جديدة من اللاعبين، بعقود و منح؛ لكن مباشرة بعد رحيل المدرب محمد مديحي، دخل المدرب
الجديد رفقة الرئيس المفوض في صفقات جديدة، كلفت الفريق أموالا كثيرة، 11 لاعبا جديدا
ليترك إسماعيل الجامعي سفينة الماص في الشطر
الثاني من البطولة مثقلة بالديون، من منح للاعبين و منح التوقيع، و يتبعه في ذلك المدرب هشام الإدريسي.
المشكل لا يكمن في رحيل هشام الإدريسي ،لأن هذا الأخير وقع
للمغرب الفاسي بإيعاز من أسرة الجامعي، و من الطبيعي برحيل الجامعي سيرحل الإدريسي
.
لكن السؤال المطروح، من سيقوم بحل الأزمة المالية إذا رحل
إسماعيل الجامعي، الذي دون شك سيعمل من أجل استرجاع ما قدمه للمغرب الفاسي كسلف، كما فعل في فترة رئاسة أحمد المرنيسي، وكان أول من وضع
الحجز على حسابات الماص، ضدا في المكتب المسير.
نحن نعلم أن المكتب المسير للمغرب الفاسي على أبواب تمكينه
بمنح المجالس المنتخبة و الجهة، وذلك في أواخر الشهر المقبل؛ لكن ماذا بعد ذلك .؟ ؟ ؟ ؟.من سيمكنه حل الأزمة المالية في غياب إسماعيل الجامعي ؟ ؟ ؟ ؟.ولأن الأيام
أبانت بالملموس بأن تشكيلة المكتب الحالي ليس
لها الإمكانيات المادية لضخها في خزينة الماص .
هذا دون الحديث عن مدرسة المغرب الفاسي، التي كادت أن تغلق
أبوابها لولا تدخل إسماعيل الجامعي نفسه، و الذي وعد المؤطرين بحل المشكل خلال الشهور
القادمة إلا أنه رحل أو بالأحرى إستقال، ولو أنني متيقن بأن إسماعيل الجامعي قام بتقديم
استقالته، من الدخول لتسيير المغرب الفاسي من الباب الواسع قانونيا كرئيس فعلي، وليس
مفوض له، لأن اللعبة أصبحت واضحة بين الأطراف المتجادبة داخل المكتب المسير للمغرب الفاسي للأسف.
الخوف اليوم بعد رحيل الجامعي ومن معه دون شك، سيترك فراغا
كبيرا بالنادي، على اعتبار أنه وقع مع اللاعبين، حيث وعدهم بمنحهم و منحة التوقيع،
بل هناك من سيوقع أو وقع عقد ليتمكن من سكن
إقتصادي، كما تعهد بحل مشاكل المدرسة التي أصبحت موجودة شكليا بالإسم فقط؛ نظرا
لكثرة مشاكلها.
فهل سيتعافى الرئيس المنتخب مروان بناني، بمجرد استقالة إسماعيل
الجامعي ؟ ؟ ؟.
ليعود لممارسة مهامه كرئيس للمغرب الفاسي؛ خاصة وهو الذي
صرح عبر وسائل الإعلام المختلفة برحيل الرئيس
أحمد المرنيسي، و هل سيتم حل كل المشاكل و سيتمكن كل واحد من ديونه؟؟؟، و هل سيتم الصعود
في مرحلة الإياب ؟ ؟ ؟.
للأسف لم يتم تسديد الديون؛ بل زادت ديون المغرب الفاسي أكثر
مما كانت عليه.
المغرب الفاسي يعاني في البطولة، لحد كتابة هذه السطور.
...
مشاكل بالجملة و التقسيط، الخوف كل الخوف من أن يستقيل الجميع،
ونجد الماص في مصاف العديد من الفرق التي أكلتها التطاحنات و تصفية الحسابات الواهية،
مثل شباب المحمدية بتاريخها ولاعبيها، النهضة السطانية و النادي المكناسي .
يا أهل الماص اتحدوا وعودوا لرشدكم من أجل إنقاذ فريقكم.
ومن أجل ذلك يجب طي صفحة الماضي و الانطلاق بصفحة جديدة،
إن كنتم تحبون مصلحة الفريق و المدينة، و أول شيء يجب فعله عودة إسماعيل الجامعي و
عدوله عن الاستقالة، خاصة في هذه الظروف .
فاس ـ خالد الطويل