تتجه الأنظار يوم 2 فبراير المقبل صوب فندق أفريكا بشارع
بورقيبة بالجمهورية التونسية الشقيقة، و الموعد انعقاد ندوة دولية من تنظيم المرصد
الدولي للإعلام و حقوق الإنسان بتعاون مع فرع المرصد بتونس ، هذه الندوة التي تراهن
على نفض الغبار على راهنية اتحاد المغرب العربي، حيث يتناول عدة محاور للنقاش في مجملها،
ستحاول تسليط الضوء على خيار الحوار و التضامن و ثقافة التسامح للتعايش بسلام، في أفق
تحقيق العدالة الاجتماعية و التنمية البشرية و ازدهار الشعوب المغاربية، التي تعاني
من عدة معضلات كالبطالة و الفقر المدقع و تنامي الفوارق الاجتماعية بشكل فظيع ، مما
يساهم في تنامي ظواهر الحقد و الكراهية و التطرف الديني و الإجرامي، يترجم أيضا إلى
سيادة مظاهر تدمير الأمم كالرشاوي، و الفساد السياسي و الاندحار المجتمعي نحو الهاوية
على جميع المستويات (التطبيب، التعليم، القضاء، ...) و النتيجة بقاء هذه البلدان ضمن
دوامة العالم الثالث.
الندوة تهدف أيضا إلى بعث رسائل لكل من يهمه الأمر من أجل
توحيد الجهود، و تغليب المصلحة العامة لاتحاد المغرب العربي على المصلحة الخاصة لكل
بلد على حدة، خاصة و أن بلدان شمال إفريقيا
المكونة لاتحاد المغرب العربي تزهر بامكانيات طبيعية، و جيوستراتيجية مهمة،
و يكفي فقط التكتل و اختيار نماذج اقتصادية مناسبة لاستغلال هذه الإمكانيات، من أجل
إقلاع اقتصادي سريع و فعال، كما حدث في عدة بلدان أسيوية و أوروبية.
كما يراهن منظمو الندوة على تنبيه المجتمع المدني، و الهيئات
الحقوقية بأقطار الاتحاد لتكثيف عملهم، و الرفع من ديناميتهم لإيجاد بدائل و حلول ناجعة،
للوقوف في وجه المخططات التدميرية التي تستهدف البلدان العربية، خاصة مع تنامي ظاهرة
التطرف و الإرهاب عبر العالم، و الذي يتخذ من موقع شمال إفريقيا أحد قلاعه الرئيسية،
كما أن هذه الدول لاتحاد المغرب العربي تعاني من ويلات و تبعات الهجرة السرية، بحكم موقعها،
كمناطق عبور للانطلاق نحو سواحل إيطاليا و شبه الجزيرة الايبيرية، مما يضيع مجهودات
عسكرية و أمنية كبيرة جدا، للعب دور شرطي الاتحاد الأوروبي، فيما يعرف بمحاربة الهجرة
جنوب/شمال. التظاهرة الدولية تركز بالأساس على إبراز دور المجتمع المدني و الهيئات
الحقوقية، في نشر و تعزيز ثقافة الحوار المتبادل، و نبذ العنف و التطرف و سيادة مصلحة
الجماعة، من أجل تحقيق الأمن و التطور المجتمعي، داخل بلدان اتحاد المغرب العربي.