adsense

/www.alqalamlhor.com

2019/01/27 - 8:27 م

قدم الدكتور أحمد الفرحان، أستاذ الفلسفة المعاصرة و الفلسفة السياسية و عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، عرضا في موضوع : " أعداء الديمقراطية"، خلال فعاليات الملتقى الجهوي الأول لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية بجهة فاس مكناس، مساء يوم الجمعة 25 يناير 2019 بالمركب السوسيو ثقافي  بمدينة صفرو، وتناول المحاضر من خلال هذا العرض معيقات  الانتقال الديمقراطي، والذي حدده في ثلاثة عناصر، يمكن أن تواجهها الديمقراطية وهي في طور التأسيس والبناء:
1- الاختزالية والإطلاقية: اختزال الديمقراطية إلى آليات تقنية كمية وفق منطق بيروقراطي، دون الأخذ بفلسفتها في التأسيس للمواطنة ودولة الحق والقانون.والإطلاقية تفيد معنى تحويل الديمقراطية إلى ديماغوجية، تقوم على الرؤية السحرية التي تدّعي أنّ "الديمقراطية" هي مفتاح حل كل الأزمات، ومعالجة كل الاختلالات، والانتقال بالمجتمعات من التخلّف إلى التنمية والتقدّم.
2- الشعبويّة والطهرانيّة: وتتمثّل الشعبويّة في الانجراف وراء الأحكام الجاهزة، والانفعالية التي تتلاعب بها الآلة الإعلامية، وتحوّلها بفعل البرباغاندا أو الدعاية إلى حقائق راسخة؛ وذلك لخدمة أغراض معيّنة، وتتمثّل الطهرانيّة في الانتقادات السلبية العدميّة، التي تتنكّر للتضحيّات التاريخية للقوى التقدمية الوطنية، ولدور المؤسسات السياسية في البناء الديمقراطي، وفي حق الفاعلين السياسيين الشرفاء دون التمييز بينهم؛ من حيث المنطلقات والمبادئ، آخذة بالدعايات المجّانيّة، وأساس الطهرانيّة يقوم على افتراض ملائكيّة وكماليّة الفاعل السياسي.
3- الإقصائية والثقافوية: تقوم الإقصائيّة على عدم احترام التعددية والاختلاف، وتشكيل "جماعات ضاغطة" بطَعْم الكراهيّة، قائمة على حسابات شخصيّة انتقاميّة، وليس على مصالح مشتركة عامّة، وتتجلّى الإقصائيّة أيضا في النضال الحقوقي الذي يقوم على نزعات ثقافويّة، تخلط بين الحقوق الثقافيّة للجماعات دينية أو لغوية والمصلحة الوطنية للمجتمع والدولة، فترفع بحماس إيديولوجي مغرض الحقوق الثقافية إلى مرتبة البدائل السيّاسيّة.