خواطر وهمسات .. أيُّها المُربُّون

بقلم عبد الحي الرايس

أضِيئُوا النفوس، أوْقِدُوا شُمُوعَ الأمل، وتعهَّدُوا النشْءَ بِغَرْسِ الْقِيَم

آباءً كنتم أو مُعَلِّمِين، أنتمْ حاملُو رسالةِ تنشئةِ الأجيال، فاحْمِلُوها بأمانةٍ وشرَف

رسالتُكم تسْمُو بكم إلى مَصَافِّ هُدَاةِ الْبَشَر

فاسْتشعِرُوا قُدْسيَّتها في أعماقكم، واستلْهموها في كُلِّ قوْلٍ وعَمَل

كونوا عِصاميِّين، واسْتفيدُوا من خيْر عطاءاتِ الأوَّلين، وانْفتِحُوا على أنْجَحِ تجاربِ الْمُحْدَثين

قد لا تكونونَ بخبايا النفسِ وأصُولِ التربية مُلِمِّين، ولكنَّ الولَعَ والاهتمامَ يجعلُكُمْ خَيْرَ الْمُرَبِّين

في البيْتِ أو في الفصْل، دَعُوا متاعبَ الحياةِ وأعباءَها مُتناسِين، وأقْبِلُوا على ناشئتكم مُنْشرِحينَ مُخْلِصِين

عَلِّمُوهُم أن يكونوا إيجابيين، أن يتخطَّوا الصعوباتِ بعزم ويقين، وألا يعرفوا لليأس مَعْنى ولا يرتدُّوا عن المُحاولةِ مُحْبَطين.

علِّمُوهُم أن الثقةَ بالنفس، والمثابرةَ على العمل، سِرُّ نجاحِ المُبْدِعين، وتألُّقِ المُتميِّزين

واعْلمُوا أن الأطفالَ ليسوا في القابليات، ولا في سرعةِ النمو، ولا في الأمزجةِ سواء، فترفقوا بهم، وامْنحوا كلاًّ فرصته، بدَفْقةِ حنان، وحُسْنِ تَتَبُّعٍ وإرْشاد

احْذَرُوا السُّلوكاتِ الخاطئة، والكلماتِ النابية ، والمُعاملاتِ الْمُهِينة.

ابْعثوا لديهم الحماس، ولا تُشِيعُوا في نفوسهمُ الشعورَ بِالدُّونيةِ والإحْباط

واذْكُرُوا أنكم تحصُدُون ما تزرعُون: إسهاماً في إعداد خير المواطنين من أسوياءَ مُنتجين ومُبدعين، وعِرْفاناً وامْتناناً لكم كَمُرَبِّين

أيها المربون

آباءً كنتم أو مُعلمين، أنتم صانعُو مَجْدِ الأمة، مُعِدُّو الأجْيال، بُناةِ الأوْطان، كُونُوا لناشئتكم خيرَ مِثال، أدُّوا رسالتَكُم بتفانٍ وإخْلاص، وصَبْرٍ وحماس، لا ترْهنُوها بِعِرْفانٍ وجزاء، فخيرُ الأجْرِ أجْرُ الخالقِ الدَّيَّان.