بقلم عبدالحي الرايس
ينبغي جَسُّهُ، والإصْغاءُ إليْه، والتجاوُبُ
معه
نَعَمْ للرأي، ولا لمُصادرة الرأي الآخر
تِلْكُمْ أصولُ الديمقراطية، وأساسُ السِّلْم
الاجتماعي
عندما تُهلِّلُ فئة لشقِّ الطريق السيار،
وتسريع القطار، وإطلاقِ أقمارٍ في المدار، وإقامةِ أبْراج تناطح السحاب، فهي تثمِّنُ
المكاسب، وتتوقُ إلى مزيدٍ من المغانم.
وعندما تشتكي فئة من التهميش، وتئن تحت
وطأة العُزلة والجُوع والعُرْي والجَهل والتعطيل، فهي تُعبِّرُ عن واقع، وتُدْرِجُ
كلَّ ما سوى الاهتمامِ بها في خانة الباطل.
ومسؤوليةُ أصحاب القرار، ومُدَبِّرِي الشأنِ
العام أن يُنْصِفُوا هذا من ذاك، ويُطلقوا مُسلسلَ الإصلاح يَعُمُّ كلَّ الأرجاء، فلا
يهدأُ لهم بال، ولا يُغْمَضُ لهم جَفْن، ما دام في البلدِ أمِّيُّ وعاطلٌ ومُحْتاج.
ولو أنهم فعلوا، ولِلتَّعبئة أعْلنُوا،
وبالتعليم ألْزمُوا، وللإنصاف عمَّموا، لأعفَوْا
الكثيرين من الاحتجاج، وَوَقَوْا البلادَ تداعياتِ أيِّ حَرَاك.
نَبْضُ المجتمع يُقاسُ بمدى التعلق بالوطن،
والعزوفِ عن الهجرة منه، والإغراءِ بالعودةِ إليه للإسهام في تنميتهِ وتأثيل مَجْدِه.
والانتقالُ من حالٍ إلى حال لم يَعُدْ بالأمْرِ
الْمُحال، يكفي أن تتحقق الصَّحْوة، ويكون الإصغاءُ إلى صوتِ الحكمة، لتتحقق النهضة،
وتُدْرَأَ الفتنة.
سأل أمبراطورُ الصين يَوْماً حكيمَها عن
السبيل لإصلاح البلد، فأجاب: ابدأ يا مولاي بإصلاح اللغة
وسألوا مُبْدِعاً مُوسِراً عن سر تشبثه
بالوطن رغم ما سادهُ من فتن، فقال: هوى الوطن في فؤادي مُتجذر كالشَّجَر، الشجر إذا
رُحِّلَ عن أرضه مات ، وأنا حياتي في وطني، أذودُ عنه، أحمي حماه، ولن يطيبَ لي عيْشٌ
بغيره ولو قُدِّمَ لي سريرٌ من ذَهَب .