فجر أحمد أويحيى
جدلا واسعا بعد أن وصف شهداء ثورة التحرير الجزائرية بـ"القتلى"، وذلك خلال
مشاركته في منتدى باريس حول السلام، والذي تستضيفه العاصمة الفرنسية بمناسبة الاحتفالات
المخلدة لمرور مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي شارك فيها أويحيي بتكليف
من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ممثلا عن الجزائر.
وكان أويحيي الذي ألقى كلمة أمام رؤساء
دول وحكومات وممثلين عن هيئات دولية للحديث عن التضحيات التي قدمها الجزائريون في سبيل
الانعتاق من نير الاستعمار واستعادة استقلالهم، لكنه بدل أن يتكلم عن ملايين الشهداء
الذين ضحوا من أجل الجزائر منذ دخول الاستعمار الفرنسي سنة 1830 راح يتكلم عن مليون
ونصف مليون قتيل، وهي الكلمة التي أثارت استياء واسعا، لأنها قيلت في محفل دولي وفِي
مناسبة عالمية وتاريخية، ولانها قيلت في فرنسا، والقائل هو رئيس وزراء الجزائر.
واستغرب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي
من الجزائريين تصريح أويحيي، فالرجل اختار الكلام باللغة الفرنسية وهو أمر بالغ الحساسية،
خاصة لما يتعلق الأمر بنشاط أو مناسبة فوق أرض فرنسية، فيما اعتبر البعض الآخر أن زلة
أويحيى لم تكن مصادفة، فالرجل ليس معروف عنه زلات اللسان، بالعكس فهو من المسؤولين
القلائل الذين يطوعون الكلمات ويختارون الأنسب دائما، كما أن لغته الفرنسية قوية، مثل
العربية تماما، وبالتالي هو يفرق جيدا بين كلمتي شهداء وقتلى! لذا خلص هؤلاء إلى أن
زائر فرنسا يبحث عن دعم خارجي له ليكون خليفة لبوتفليقة، وأن هذا الدعم جعله يتلاعب
بالكلمات ويختار تلك التي يقبلها القاموس الفرنسي.
ورغم أن الأمر سابق لأوانه إلا أنه يمكن
القول إن أويحيى قد يكون دق آخر مسمار في نعشه السياسي، فالمؤشرات كانت توحي أن مصيره
حسم وأنه سيرحل عن الحكومة، خاصة بعد هجوم وزير العدل عليه، واتهامه بالتورط في حبس
الآف الكوادر المسيرة لشركات القطاع العام منتصف تسعينات القرن الماضي لما كان رئيسا
للحكومة في عهد الرئيس زروال، ولكن زلة باريس قد تعجل برحيل أحمد أويحيى عن قصر الدكتور
سعدان ( مقر رئاسة الوزراء).