بقلم عبد الحي الرايس
يُقارنونها بحصيلةِ غيرهم فإذا الفوارقُ
صارخة
ويؤُوبونَ إلى واقعهم فإذا المشاكلُ مُتَفاقمة،
والنِّسَبُ متفاوتة
ويحضرُ أصحابُ القرار فيُعلنونَ أن النوايا
صادقة، والإستراتيجياتِ هادفة
ولكنَّ رَجْعَ الصدى يؤكدُ أن المخططاتِ
تظل حالمة، ما لم تقترنْ بمبادراتٍ حازمة، وإنجازاتٍ شاخِصَة.
ـ فالراجلون لن يسْلَمُوا ما لم تُحَرَّرْ
فضاءاتُهمُ الواقية، وتُجَهَّزْ ممراتُهمُ وجسورُهم الآمنة
ـ والدرَّاجون لن ينْعموا بالسلامة ما لم
تُهيأْ لهم المسالكُ بالفواصلِ العازلة
ـ والمعاقون لن يتنقلوا باطمئنان، ما لم
تُعَمَّمْ الْوُلُوجياتُ الواجبة، وتُصْحَبْ بالإشاراتِ الصائتة.
ـ والاختناقاتُ والتصادماتُ على الطريق
لن تَخِفَّ حدَّتُها، وتتراجعَ فواجِعُها إلا بنقلٍ عُمومي مُغْرٍ بالاستعمال، مُزَهِّد
في ما سواه.
كل ذلك يُوَفِّرُ الإطارَ الْمُسْعِفَ في
التحسيس، والْمُمَهِّدَ ـ عند الضرورة ـ للتغريم
وتتركزُ تساؤلاتُ المشاركين ـ في المنتدى
الإفريقي الأوَّل بمراكش ـ في البحثِ عن الإرادةِ السياسية لدى الْمُقررين، فتأتي الإجاباتُ
مُجْمِعَةً على الالتزام، مؤكدةً العزمَ على النزول إلى الميدان، وانتزاعِ دعْمِ السلامةِ
على الطريق من الفاعلين في كل مجال.
وتظل الآمالُ معقودةً على المنتدى الإفريقي
للسلامة الطرقية في دوراته القادمة ليُقدمَ الدليلَ تِلْوَ الآخر على مواصلة العزم
والتصميم على صُنع التغيير، وتقديمِ البديل، تأكيداً لوحدةٍ إفريقيةٍ بانية، ووثبةٍ
عملاقةٍ آتية.