عرفت القاعة الكبرى بدار الشباب القدس مساء
الأربعاء 6 يونيو، احتضان الندوة السياسية التي نظمتها فدرالية اليسار الديموقراطي
بفاس، في موضوع: "الحركات الاحتجاجية ومهام فدرالية اليسار الديموقراطي"
أطرها الكاتب الوطني لحزب الطليعة واحد من الأحزاب الثلاثة التي تشكل فدرالية اليسار.
الندوة حسب تصريح مصطفى ازلماط منسق اللجنة
المحلية لفدرالية اليسار الديموقراطي، جاءت في سياق يتسم بالتراجع عن المكتسبات التي
حققها الشعب المغربي بفضل تضحيات قواه الحية، وعلى رأسها مناضلات ومناضلوا فدرالية
اليسار الديموقراطي.
وقد استهل الدكتور علي بوطوالة مداخلته،
التي دامت زهاء ساعة ونصف بالتذكير بالتاريخ الكفاحي الطويل منذ حصول المغرب على الاستقلال،
ومرورا بجل الحكومات المتعاقبة، وكيف تم اسقاط حكومة عبد الله إبراهيم التي اعتبرها
المتدخل أول حكومة ديموقراطية في تاريخ المغرب.
ثم عرج بعد ذلك، على التذكير بالسياق الدولي المضطرب والقطبية الأحادية التي
انطلقت مع انهيار الاتحاد السوفياتي، والتي خلفت اضطرابا في المشهد الدولي، تجلى في
انتشار الحروب و التحكم في مصير الدول وخصوصا منها دول العالم الثالث، حيث كانت لها
انعكاسات سلبية على بلادنا، تجلت في التخلي التدريجي للدولة على الخدمات الاجتماعية.
وللإجابة على موضوع الندوة، طرح المتدخل
مجموعة من الأسئلة من قبيل إلى أين يسير المغرب؟، وكيف تتصرف الدولة للخروح من الأزمة
وتمنيع المغرب من الاضطرابات الاجتماعية؟، وما هو دور اليسار في المساهمة بالخروج من
هذه الأزمة، والحفاظ على مكتسبات الشعب المغربي في ظل الوضع الانتقالي من الأحادية
القطبية .إلى عالم بدات تفرض فيه قوى أخرى سيطرتها على العالم..؟
وشدد د علي بوطوالة، على أن السؤال الحقيقي
الذي ينبغي أن يطرح فيما يخص تشخيص الأزمة بالمغرب، هو لماذا فشل النموذج التنموي؟،
ولماذا أفلست المؤسسات العمومية ولم تعد قادرة على توفير الخدمات الاجتماعية للمواطنين؟.
وحسب المتدخل، فإن السبب الحقيقي هو العجز السياسي، وهو ما يعطي المشروعية لاستمرار الاحتجاج،
لأنه في غياب عقد سياسي واجتماعي واضح و متوازن سيزيد الوضع تأزما.
ليضيف بعد ذلك، أن المكتسبات التي تحققت
في المغرب يعود الفضل فيها إلى نضالات وتضحيات اليسار، والهجوم الذي تعرض له والحملات
القمعية هما ما أضعفه، ليبقى تراجع المكتسبات التي تحققت بفعل تضحيات اليساريين نتيحة
منطقية.