بقلم الأستاذ علي أبو رابعة
كانت الساعة الواحدة ظُهراً ،عندما كنتُ أجلسُ صَمُوتاً على مقعدٍ رُخَامِيٍّ أمام شئون
الطلبة مُنْتظراً موعد المحاضرة الثانية بالجامعة ..فجلس عن يمينى شبان
رميتُ نظرةً عليهما بالصدفة ،وجدتهما يُحدِّقانِ
فى مجموعة من الفتيات يجلسْنَ أقصى اليمين ،ثم راح أَحدهما يلقّبُ تلك المجموعة بألفاظ
تتعانق مع لفظة عاهرات ...!
وما زاد إندهاشي قوله بأنّه حاولَ مراتٍ
عديدةً مخاطبة إحداهُنَّ، لكنها لم تستجبْ !
أزعجنْي هذا الهراء كثيراً ..فقمتُ بوجهى
الحزين إلى قاعة المحاضرات ..!
فرأيتُ معظم الطلاب ينظرون إلى جهة الطالبات
..فأخذتُ أتأمل المشهد
لم أجدْ فتاةً واحدةً ، تنظرُ ناحية الطلاب
..
كان يجلسُ حينها بجوارى صديقى محمود الذى
أراه مُثَقَّفَاً فسألته عن ملحوظتي
!
فأَدْهَشَهُ السؤال واكتفى بابتسامة حكيمة
وصَمَتَ ..وترك ثقل الجواب على كهالى !
وليكنْ إذنْ ..!
الحيرة الحقيقية عندما تجد أشخاصاً يذمّون
فلسفة الفتايات فى إرتداء الملابس وهم نفس الاشخاص الذين ينظرون إليهُنَّ بحبّ وإعجاب
ويتمنون أن ينالواْ علاقة صداقة مع إحداهُنَّ ..
بلغة ليست بعميقة مُعقدة ..أقولُ أنَّ الفتايات
اللاتى اِنْحَرَفْنَ بإرتداء أكثر الملابس إغراءً وإثارةً للغريزة الحيوانيّة ،وأنّ
الفتايات اللاتى اِنْحَرَفْنَ بمصاحبة كلّ أسبوع شاب مختلف وأسوأ من سابقه ،وأنّ الفتايات
اللاتى انحرفْنَ بتَقْبيل كل شاب جديد فى علاقاتها معه ،بل وبارسال صور لها عارية وشبه
عارية ؛كل ذلك بسبب علاقة حبّ مزيّفة مع أوّل شابّ تعرفه فى حياتها ،فقد أفسد عليها حَيَائَهَا مع الله ،فلم يعدْ لديها
وجهاً مؤمناً للصلاة ؛وقد تجد السبب الاخر أَبَاً أو أَخَاً أو ظرفاً خانقاً ما
..!
فوراء كلّ فتاةٍ بلا حياء ،شابّ بلا أخلاق
،أو يرتدي قناع الأخلاق .
ففتاةٌ بلا حياء كأرض جدباء ،لكنْ هل هذا
تبريراً كافياً ..بالطبع لا !
فمعدن كل شخص يتضح بعدما ينغمس فى الرذيلة
..هل سيستجيب ؟!
أم أنّ مبادىء دينه وأخلاقه هى الأقوى
..فالامر يتوقف على مدى تمسك كل شخص بمبادئه، وهل هو ذو ثقافة وعلم أم لا ؟!
فالشباب هم الذين يبادرون بتمزيق أسس الخلق
لدي الفتايات ،يسلبون منهُنَّ كل ما يمتلكونه من حياء وثم يأخذون فى ذمهم وتقبّيحهم
ومهاجمة سلوكياتهم ،وهم فى الاساس السبب وراء كل خطوة شرّ يفتعلونها
!