انطلقت السهرة الثالثة من فعاليات مهرجان
سيدي عبد الرحمان المجذوب التي احتضنها المركز الثقافي محمد المنوني يوم الأحد المنصرم
على أنغام ملحونية، أبدعها جوق الملحون لفقي لعميري برآسة عبد اللطيف توير، وأدى أعضاؤها
قصائد تراثية، مستهلين الأمسية بقصيدة في المدح النبوي، من آداء الشيخ سعيد بنبلا.
وأبرز محمد بنعلي، المدير الفني للمهرجان،
كون "جعل سهرات الدورة الخامسة موسومة بموضوعات مدققة، سواء تعلق الأمر بسهرة
الملحون، أو سهرة الصوفية أو السهرة النسائية، ما هو إلا اختيار معبر عن مدى غنى الفن
المغربي التراثي، وهو شكل من التنظيم لبرمجة المهرجان ومحاولة تتوخى جعله مهرجانا نموذجيا،
المراد من تأسيسه وتحقيقه هو الحفاظ على تداول الفن المغربي وتوطيد علاقة المتلقي به،
واستقطاب الشباب لتعريفه بالموروث الثقافي الذي تعاقبت على المحافظة عليه أجيال كثيرة".
وتوالت إنشادات الفرقة خلال السهرة المبرمجة
ضمن الدورة الخامسة من المهرجان المخصص للاحتفاء بواحد من أشهر الزجالين المغاربة،
واختلفت المواضيع التي تطرقت لها قصائد الملحون بين قصيدة قصيدة الأم للشيخ عبد
المجيد وهبي أدتها سمية الطهراوي، ثم قصيدة "الفرانة" من نظم الشيخ
بلعيد السوسي وإنشاد محمد العبدلاوي، ثم قصيدتي "الشهدة" لمحمد
بنسليمان، وقصيدة "الشمعة"، من آداء عبد اللطيف توير، رئيس الجوق.
واعتبرت سمية الطهراوي، الصوت النسائي الوحيد
ضمن الفرقة، كون المساهمة ضمن سهرة من سهرات مهرجان اختار سيدي عبد الرحمان المجذوب
تيمة له، والتنقيب في أشعاره وآثاره شعارا له، يبقى مفخرة لها كعاشقة للفن الأصيل،
وأمرا مفرحا للفرقة ككل، بالنظر لتقاطع الرؤية والأهداف بين منظمي المهرجان، وفرقة
جوق الملحون لفقي لعميري، التي تتوخى الحفاظ على لون غنائي مغربي صرف.
محمد العبدلاوي، شيخ من شيوخ الفرقة، اعتبر
أن "مشاركة الفرقة ضمن فعاليات هذا المهرجان، تبقى أمرا جد مفرح، بالنظر لكونه
مهرجانا يسعى للحفاظ على التراث أولا، ولكونه مجالا للقاء جمهور الفنون المغربية الأصيلة
في ليلة رمضانية يحلو فيها ذكر الله وسيرة نبيه"، معتبرا أنه رفقة فرقته، يحرصون
على تلقين هذا الفن لجيل الشباب وإشراكهم في سهرات مثيلة، ليستمر الفن المغربي بعافيته.
وقد استقبل المنظمون وفدا من شعراء الصحراء،
القادم من محاميد الغزلان، في إطار الانفتاح على مختلف الفنون الممثلة لكل جهات وأقاليم
المملكة، من أجل تلاقح فنون تراثية مغربية صرفة، وإسهاما في منح ساكنة العاصمة الإسماعيلية
مكناس وقت متعة تمتزج فيه ألوان إبداعات متنوعة.
وتخللت السهرة قراءات زجلية ملحونية، أداها زجالون
اختاروا الكلمة المغربية وإيقاعات الملحون طريقا لفنهم، كان من بينهم الشيخ
محمد المرعازي، الذي أدى قصيدة في موضوع التوسل، إضافة إلى الشيخ رشيد الحكيم، الذي
أدى قصيدة في موضوع بر الوالدين، وأخيرا قصيدة ملحونية من أداء الشاعر عبد اللطيف
التوير.
يذكر، أن السهرة الختامية، قد اختير لها موضوع الصوفية،
ستحييه كل من فرقة الطائفة الحمدوشية برئاسة المقدم عبد الرحيم المراكشي العمراني،
إضافة إلى الطائفة العيساوية الصوفية برئاسة المقدم سيدي أحمد بنمومن، وستعرف السهرة
مشاركة عدة زجالين أتوا من مختلف مدن المملكة.