دشنت الولايات المتحدة رسميا سفارتها في
مدينة القدس الاثنين في خطوة مثيرة للجدل في حفل تضمن كلمة مصورة للرئيس الاميركي دونالد
ترامب، بينما استشهد 43 فلسطينيا على الاقل في مواجهات عنيفة اندلعت على الحدود عند
قطاع غزة.
واندلعت المواجهات قبل ساعات من قيام وفد
اميركي ومسؤولين اسرائيليين بتدشين السفارة الجديدة في حفل في القدس، وهذا اكثر يوم
دموي منذ نهاية الحرب على قطاع غزة التي شنتها اسرائيل عام 2014.
وفي القدس، سار حفل تدشين السفارة كما كان
مخططا له، وبحضور مسؤولين اميركيين بينهم ابنة ترامب ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر.
وقال ترامب في كلمة مصورة للحفل «املنا
الاكبر هو للسلام»، رغم ان خطوته تسببت باغضاب الفلسطينيين.
وبحسب ترامب، فإن واشنطن «تبقى ملتزمة بشدة
بتسهيل اتفاق سلام دائم».
وقبل ذلك، أشاد الرئيس الاميركي عبر تويتر
بنقل السفارة الى القدس، معتبرا أن ذلك يشكل «يوما عظيما لاسرائيل».
من جانبه، اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتانياهو في حفل تدشين السفارة «الرئيس ترامب، عبر اعترافك بالتاريخ فإنك دخلت
التاريخ»، مؤكدا «نحن في القدس ونحن هنا لنبقى».
وأكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو
امس مجددا التزام الولايات المتحدة «بسلام عادل وشامل بين اسرائيل والفلسطينيين» في
مناسبة تدشين السفارة الاميركية في القدس.
ولم يشر البيان المقتضب لوزير الخارجية
الى عشرات الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
يتزامن تدشين السفارة الاميركية مع الذكرى
السبعين «لقيام دولة اسرائيل»، وفق التقويم الغريغوري. وكذلك يصادف قبل يومين من الذكرى
السبعين للنكبة، عندما تهجر او نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.
ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس
الشرقية المحتلة.
ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة
حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل، اذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي
انهما ستقومان بالامر نفسه.
إلى ذلك استنكرت المجموعة الدولية وفي مقدمتها
بريطانيا أقرب حليف للولايات المتحدة وروسيا نقل السفارة الاميركية الى القدس.
وأعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية
تيريزا ماي «نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها الى القدس والاعتراف
بالقدس عاصمة لاسرائيل قبل اتفاق نهائي حول وضع المدينة المقدسة». وأضافت ان «السفارة
البريطانية في اسرائيل مقرها في تل ابيب ولا نعتزم نقلها».
وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين ردا على سؤال حول ما اذا كان نقل السفارة الاميركية يثير مخاوف
روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة «نعم، لدينا مثل هذه المخاوف، وسبق ان عبرنا عنها».
من جهته أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
في لندن ان الولايات المتحدة خسرت «دور الوسيط» في الشرق الاوسط بعد قرارها.
وقال «نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون
الدولي وقرارات الامم المتحدة»، مضيفا ان «الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار
ان تكون طرفا في النزاع، وبالتالي تخسر دور الوسيط في عملية السلام في الشرق الاوسط».
وأعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني
ان الادارة الاميركية تتصرف بـ«عدم نضج» وتنتهج «أسلوب المغامرة»، تعليقا على قرارها
نقل سفارتها من تل أبيب الى القدس.
وقال الامين العام للجامعة العربية احمد
ابو الغيط ان افتتاح السفارة الاميركية في القدس «خطوة بالغة الخطورة»، معتبرا ان الادارة
الاميركية لا تدرك «ابعادها الحقيقية».
واعتبرت الحكومة الاردنية ان افتتاح السفارة
الاميركية في القدس يشكّل «خرقا واضحا» لميثاق الامم المتحدة، مؤكدة انه «إجراء أحادي
باطل لا أثر قانونيا له، ويدينه الأردن».
وأكدت الخارجية المصرية في بيان «دعم مصر
الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة
وعاصمتها القدس الشرقية».
وجدد العاهل المغربي، الذي يرأس لجنة القدس
التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل
سفارتها إليها.