شن الطيران الحربي الاسرائيلي فجر امس عدة
غارات جوية استهدفت مواقع لحركة حماس في قطاع غزة واسفرت عن جرح فلسطيني واحد والحاق
اضرار، ومع تراجع وتيرة التظاهرات الحاشدة لاسابيع مع بدء شهر رمضان يتوقع ان يشهد
القطاع اليوم جمعة دامية على الحدود مع اسرائيل.
في حين بررت تقارير صحفية تراجع حدة الاحتجاجات
الفلسطينية على حدود قطاع غزة مع إسرائيل خلال اليومين الماضيين بتدخل مسؤولين مصريين.
لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نفت
تعرضها لأي ضغوط من مصر للحد من الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أسابيع وقالت إن المظاهرات
ستستمر، وذلك على الرغم من تجمع أعداد أقل في خيام الاحتجاج.
ونفى رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار
أن تكون مصر قد مارست ضغوطا على حماس لإنهاء الاحتجاجات وأضاف في مقابلة على تلفزيون
الجزيرة أن المصريين «أكدوا حرصهم على ألا تنزلق هذه المسيرات إلى مواجهات عسكرية مسلحة
وهو الأمر الذي يتفق مع موقفنا».
وتأتي الغارة بعد اسابيع من التظاهرات الحاشدة
والمواجهات الدامية على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل بلغت ذروتها الاثنين مع استشهاد
60 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس.
وبذلك ارتفع إلى أكثر من 110 عدد الشهداء
الفلسطينيين منذ بدء «مسيرات العودة» في 30 آذار في غزة، حيث يتجمع الالاف على طول
السياج الامني مع اسرائيل للتظاهر في اطار «مسيرة العودة».
وأعلن الجيش الاسرائيلي في بيان انه شنّ
غارة جوية على منشآت لحماس في قطاع غزة، ردا على اطلاق نار على جنود وعلى مدينة سديروت.
وقال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة
ان «مواطنا فلسطينيا اصيب بشظايا في قصف على بيت لاهيا ونقل الى مستشفى الاندونيسي»،
موضحا ان «حالته متوسطة» الخطورة.
وقال مصدر امني في غزة ان القصف الجوي استهدف
ب»سبعة صواريخ، ثلاثة مواقع للمقاومة» تتبع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري
لحماس، اثنان منها في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع واخر في منطقة السودانية شمال
مدينة غزة.
الى ذلك اقتحم العشرات من المستوطنين العشرات
من المسجد الأقصى، بحراسة قوات الاحتلال، فيما اعتقلت القوات أربعة شبان من بلدة سلوان
بالمدينة. وقالت المصادر أن 62 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة «ضمن
برنامج الاقتحامات اليومية» بحراسة من قوات الاحتلال التي انتشرت في ساحات المسجد خلال
جولتهم في باحاته.
فيما توافد العشرات من المصلين الى المسجد
الأقصى منذ ساعات الصباح لأداء صلاة الظهر وتلقي الدروس الدينية في المسجد في أول أيام
شهر رمضان الفضيل.
سياسيا قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم
قالن، إن القمة الإسلامية الطارئة المزمع عقدها في مدينة إسطنبول اليوم، ستبحث مواقف
وخطوات الدول الإسلامية من أجل الدفاع عن قضية فلسطين والقدس عبر التعاون والتضامن
مع الدولة الفلسطينية وشعبها.
جاء ذلك في بيان نشره قالن حول قمة منظمة
التعاون الإسلامي، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في المنظمة، وتحت رعاية الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان. وأشار قالن أن القمة الإسلامية ستبحث انتهاك الإدارة الأمريكية
للقانون الدولي في نقل سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس، فضلا عن التطورات الخطيرة
التي ظهرت بعد استشهاد الفلسطينيين الأبرياء المشاركين في تظاهرات سلمية في غزة.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي والقضية
الفلسطينية لا تهم الدول الإسلامية فقط، إنما هي قضية مشتركة لكل المؤمنين بالقانون
والعدل.
وأضاف متحدث الرئاسة: «ستشهد القمة الإسلامية
الطارئة مناقشة الخطوات الرامية إلى تحريك الرأي العام العالمي من أجل إنهاء المظالم
في فلسطين».
هذا وأعلنت الجامعة العربية التوجه لمجلس
الأمن لطلب تشكيل لجنة تحقيق في الجرائم الإسرائيلية بغزة، واللجوء إلى الجمعية العامة
للأمم المتحدة في حال تصدت الولايات المتحدة للتحرك العربي كما هو متوقع.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد
أبو الغيط في مؤتمر صحفي عقده امس مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اختتام
اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن التطوات في الأراضي الفلسطينية وقرار نقل السفارة
الأمريكية للقدس إن العرب سيتحركون في مسارات متعددة، وعبر منظمات دولية مختلفة وكلها
تصب في اتجاه التحقيق السياسي والقانوني.
وأضاف أبو الغيط أن وفد الجامعة العربية في نيويورك
سيتحرك بدءاً من ليلة امس لتنفيذ المحاور التي تم التوصل إليها في اجتماع بشأن القرار
الأمريكي لنقل السفارة للقدس من خلال اجتماع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الذي يحق له
تشكيل لجنة في مثل هذه الأحداث.