صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تهديداته
إلى اقليم كردستان العراق على خلفية إجرائه استفتاء الانفصال، منذرًا بجوع أكراد العراق
وتدخل عسكري ومتهمًا بارزاني بالخيانة.. فيما بدأت القوات العراقية والتركية مناورات
عسكرية مشتركة على حدود الاقليم.
وقال أردوغان إن الأكراد في العراق سيشعرون
بالجوع عندما تتوقف الشاحنات عن دخول شمال العراق. وأشار في كلمة له في حفل افتتاح
العام الأكاديمي اليوم إلى أنّ الأكراد العراقيين لن يعرفوا كيف يقيمون دولة.. مشيرًا
إلى أنّ الخيارت متاحة امامنا "بما فيها الخيار العسكري لكننا نأمل بالتوصل إلى
الحلول السلمية عبر الحوار". وحذر بالقول "عندما توقف تركيا ضخ النفط فسينتهي
الأمر".
وقال إن "استفتاء كردستان غير شرعي
ونعتبره لاغياً وسنتخذ تدابير أخرى وسنغلق المعابر بشكل كامل مع كردستان. وأكد على
أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على الاستفتاء بدءًا من العقوبات الاقتصادية
وصولاً إلى الإجراءات العسكرية في الجو وعلى الأرض.
واتهم أردوغان رئيس إقليم كردستان العراق
مسعود بارزاني بالخيانة لقراره تنظيم الاستفتاء على انفصال الإقليم دون الإصغاء إلى
موقف أنقرة. وأشار إلى أن أنقرة كانت تتوقع حتى آخر لحظة ألا يرتكب بارزاني هذا الخطأ
غير أن هذه التوقعات لم تتحقق. وقال "إن اتخاذ قرار بتنظيم الاستفتاء دون اي مشاورات
مسبقة هو خيانة".
وأضاف أن استفتاء الانفصال يعد اغتصابًا
للاعراف التي تعيش في المنطقة وتهديدًا لوحدة اراضي العراق.. مشيراً إلى أنّ استفتاء
الانفصال لا تدعمه سوى اسرائيل ما يؤكد عدم شرعيته وقانونيته. وقال "إن استفتاء
الانفصال باطل وفقًا للدستور العراقي ولم يتلقَ دعمًا من أي بلد او منظمة دولية سوى
اسرائيل".
وشدد الرئيس التركي على ان أكراد العراق
لا يعرفون كيف يقيمون دولة وسيتضورون جوعاً، وقال إن استفتاء كردستان غير مشروع ولا
نعترف به أبداً وإن مسعود بارزاني يتحمل مسؤولية تداعيات انفصال شمال العراق. وشدد
على ان "تركيا لا يمكن أن تبقى صامتة إزاء تطورات المنطقة".
وبالتزامن مع ذلك، ارتفعت أسعار النفط اليوم
بعدما صعد خام برنت لأعلى مستوى في 26 شهرًا، إثر تهديد تركيا بوقف تدفقات الخام من
كردستان العراق للعالم الخارجي على خلفية الاستفتاء.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في
العقود الآجلة تسليم نوفمبر سنتًا واحدًا إلى 59.03 دولاراً للبرميل بحلول الساعة
06:21 بتوقيت غرينتش بعد أن أغلق مرتفعاً 3.8 في المئة الاثنين. وكانت برنت ارتفع في
وقت سابق إلى 59.49 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ العاشر من يوليو 2015.
وانخفض الخام الأميركي تسليم نوفمبر 10
سنتات إلى 52.12 دولاراً للبرميل، بعدما سجل أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 52.43 دولاراً.
وتلقى النفط دعمًا من تهديد الرئيس التركي
أردوغان الاثنين بغلق خط الأنابيب الذي يحمل صادرات النفط من شمال العراق لتكثف الضغط
على إقليم كردستان بسبب الاستفتاء. وعادة ما يضخ خط الأنابيب من اقليم كردستان ما بين
500 ألف و600 ألف برميل يوميًا لميناء جيهان التركي. وفقد هذه الإمدادات إلى جانب تخفيضات
الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل من المنتجين في أوبك وخارجها، ما أثار مخاوف بشأن شح
الإمدادات.
بدء مناورات عسكرية عراقية تركية
بدأت القوات العراقية والتركية مناورات
عسكرية مشتركة على حدود اقليم كردستان العراق الشمالي. وتعتبر هذه المناورات رسالة
تهديد لسلطات إقليم كردستان بسبب إجراء استفتاء الانفصال عن العراق امس الاثنين.
وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان تابعته
"إيلاف"، إن رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عثمان الغانمي أعلن عن بدء
مناورات عسكرية واسعة عراقية تركية على الحدود المشتركة بين البلدين.
ومن جانبها، أكدت رئاسة الأركان التركية
وصول العسكريين العراقيين إلى المناطق الحدودية بين تركيا والعراق امس لإجراء المناورات
المشتركة.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم
أعلن امس أن ضباطاً وجنوداً عراقيين سيشاركون في المناورات، التي تنفذها تركيا منذ
أسبوع عند حدود العراق. وكان اتفق البلدان إلى جانب ايران على اتخاذ تدابير مشتركة
ضد الاستفتاء.