adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/09/27 - 11:01 م



بقلم علي أبو رابعة


فذلك الإنغلاق الفكري أمرٌ جدٌ خطير ،يستحقُ الإلتفاتَ إليه بحجمِ خطورته ،وهوله ...
فبالنسبة للتطرف السياسي ..لن أقطع فيه شوطاً هائلاً..سألزم فى عرضه السرعة  ..!
ما رأىُ العامةِ فى رغبةِ فصيلة الكَلْبِياتِ فى أخذِ مقاليدِ الحكمِ بدلاً من فصليةِ القِططياتِ ؟! ..بمعنى أنّه هناك أسداً يحكمُ الغابة ،ويحافظُ بذلك على القانون الايكولوجى –البيئى- ،فالفصيلة القططية ناقمة حاقدة، تريد نشرَ ايدولوجياتها ،وإقامة دولة حيوانية عليها ،بمجرد أنها تشعر بالقمع والظلم ،إزاء موقف ما فرضته الطبيعة ..بدون الرؤية بهل هناك إستياء فى وجدان الفصائل الأخرى مما هم منه ناقمون..وهل هناك قبولٌ عظيمٌ ،لتلك الأيدولوجية الجديدة  ..؟؟
فالجهل بالسياسة وبمبادئها الاخلاقية سببٌ جعل المعظمَ فى تطرف وتعسف مستمراً ..فمن الواجب والأفضل، على المشتغل بالسياسة داخل الدولة الواحدة ،ألا ينشغل ويبدي أى إهتمامات بفلسفات الآخرين وبمعتقداتهم وبأيدولوجياتهم ..كى يستطيع أن يحدد موقفه منهم ومما يطرحونه ..فعليه أن يهتمَ فقطْ ببرامجهم وبحلولهم للقضايا التى يتحرك هو الأخر نحو حلها .
فالله -سبحانه وتعالى- ركز فى قرآنه أنه أكثر نفعا من الشيطان للإنسان ،ولم يركز على التنظير أو أنّ الشيطان لا يملك تأسيساً فلسفياً لرؤيته أو أن رؤيته باطلةٌ ..على الرغم من ذلك لا محالة ..ولذلك يجب التركيز على السياسة فى جانبها البرمجى ..فبذلك على المشتغل بالسياسة أن يركز على أنه الأفضل والأكثر نفعاً ،وهناك آثارٌ سيئة سوف تكونُ ،فى حالة عدم تطبيق برنامجه .
فأنت كمواطن صالح تعيش فى دولة ما ، لا يهمك فى المواطن المسلم إسلامه ،أو المسيحى مسيحيته ،أو اليهودى يهوديته ،ولا الملحد إلحاده ..بل كل ما يجب أن تكرس له إهتماماتك ..كيف سيُوفرون الغذاء بكمات مناسبة ،وبأسعار ملائمة ،وكيف سيحققون التوظف الكامل للمورد البشرى ،وكيف سيستصلحون الاراضى ،لزيادة الناتج الزراعى  وكيف سيتعاملون مع الأعادى ؟؟؟!
فالإختلاف أمر حتمي –لا محالة – وهدفه الوصول الى الحقيقة ،فبالتالى إلتزام الموضوعية وتحرى الصدق ،وإحترام رأى الآخر -مهما أَزْعَجَ- أثناء الحوار..يَفتحُ نوافذ العقل ،فيَخرج ذلك الفكر الذى هو بمثابة هواء راكد فى العقل ،فيحل محله هواء جديد نقيٌ ..شتان أن يفعل أحدهم هذا ليَخرج من دائرة الإنغلاق الفكرى الذى أصاب نفسه بها ؛لأسباب عدة ،قد تكون لإفتقاد القدوة ،أوالجهل ،أو سوء الفهم للسياسة أو الدين أو ترسخ أفكار سلبية عن الحياة تلك التى تتولد أثناء مروره بحالة إكتئاب ..الفراغ الفكرى اللعين تلك الآلية المُفسدة التى بمثابة أرض خصبة لكل فكرٍ هدام أو خارج على رأى الجماعة ولأعرافهم ..فتتولد بذلك جذور تطرفية يَصْعُبُ قلعها ،و يَصْعُبُ تغييرها أوإنتشالها .
"فمن كان كتابه معلمه غلب خطأه صوابه" جملة تذكرنى بشيخ الاسلام ابن تيمية ،وهو المتشدد فى كثير من المواضع ..لكنها ترد على أحد أسباب نشوء حالة من الإنغلاق الفكرى –التطرف- وهى سد الفراغ الفكرى بقراءة أحد الكتب أو التصفح على الإنترنت بدون حسيب أو رقيب ..فالمعلم لا بد منه –لا محالة - ،ومن يهتم لهذا الأمر إذنْ ؟!.
فهذا المنغلق على فكره أو فكر جماعته ،أو حزبه ،تبعاً للمستوى المعرفى للتطرف ، يتسم بإنعدام القدرة على التفكير ،أو التأمل وإعمال العقل بطريقة بناءة ،فهو صائم عن سماع صوت الكلام بالعقل ..فيندفع بذلك إلى المستوى الثانى للتطرف ،وهو الوجدانى ،فتجده يندفع ،فيشتم ،فيسب، فيَتْهْمُ ويعارض ..ومن ثمت المستوى الأخير، وهو السلوكى ،حيث العنف ،والعنف أنواع ..!.