adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/08/28 - 1:19 ص



بقلم الأستاذ حميد طولست

اغتصاب فتاة طوبيس البيضاء !!
تعرف الكثير من المجتمعات  انتشار العديد من الظواهر السيئة المتفاوتة تصاعداً وهبوطاً ، و لم يسلم المجتمع المغربي من عدواها التي انتشرت في السنوات القليلة الأخيرة في أوساطه المختلفة ، وبدأت تأخذ أبعاداً خطيرة، تقض المضاجع وتعكر الصفو والسلام ، إلى درجة صعب السيطرة عليها لعشوائيتها الهمجية وانفلاتها اللامحدود ، كما يقال: "كل منفلت عشوائي وكل عشوائي همجي" الناتج عن غياب الرقابة الأسرية، وعدم تطبيق القوانين الصارمة على مرتكبيها ، أو التمييز في ذلك بين فئات المجتمع، والمبالغة في تطبيق القوانين على الضعيف والفقير، والتساهل فيه إذا كان المعني بالأمر من الأعيان والأغنياء وما يترتب عليه من تآكل قيم الوطنية والمواطنة والكفاح والاجتهاد والعصامية والنزاهة والطموح والآمال، وتغوّل قيم المحسوبية والوساطة والمجاملات التي تؤذي إلى الكفر بالدولة وآلياتها ، وتدفع بالشارع المغربي إلى وإلغاء الخوف من مواجهة الحقائق المؤلمة من قاموسه ، إسقاط ثقافة أوهام "الصمت فضيلة" ، وضلالات "التستر صدقة" ، –كما فعلت دول الغرب منذ عشرات السنين- والتي عانت منها الشخصية المغربية والعربية مند أزمان ، وأرغمتها على ابتلاع مآسي القهر والظلم بصبر وأناة ، وبدأ الرأي العام يتجرأ على التنديد بكل ما يمس قضاياه الاجتماعية ، وخاصة تلك التي تغلب فيها على الطابوهات المكبلة لإراته، كاغتصاب الأطفال والتحرش بالنساء ، والتي كان يرغم على تجرع  آلامها وجراحها ، ويغض الطرف دون ردة فعل إساءاتها المرة المستهترة بكرامته والمهددة لحياته ، في الشارع العام أو في وسائل المواصلات ، كالاغتصاب الذي تعرضت له  قبل أيام "فتاة الطوبيس" بمدينة الدار البيضاء ، وغيرها كثير من الاعتداءات الجنسية والبدنية ، التي تعرض لها أطفال ونساء في باقي الجهات ، والتي أضحت أكثر الجرائم انتشاراً ، والأقل إبلاغا عنها ، لطبيعة أدبياتها ومكوناتها المتمثل في الثلاثة عناصر أو شخصيات: الضحية والمعتدي والمجتمع المتفرج على الجريمة ،  والذي لا  يطلب منه المعتدي ،المراهن دائماً على اضطراره للصمت تجنبا للفضيحة ، إلا أن يبقى مشاهدا صامتاً ولو انكر الوقائع والأحداث، حفاظا على الصفو والسلام  ، والضحية الذي ينتظر من المجتمع المشاهد والصامت ، فعل أي شيء لإنقاذها من منكر جرائم التحرش والاغتصاب ، التي لا تستقبحهما المجتمعات المتخلفة ، لأنها تخشى ارتكابهما ، وإنما لأنها تخاف أن تعاني منهما ، وإذا هي اطمأنت إلى أن أظافرها لن تقلم ، انخرطت فيهما بكل اريحية  ، دون أن تخشى أحداً ، وذلك لأن المستبد غالباً ما يكون أجبن الناس وما يغريه بالظلم إلا أمن العقاب ، وهي حقيقة المجتمعات المتخلفة، التي يتألم فيها الناس على ما يقع ، ويتأسفون عليها  ، ويخوضون فيها طويلا بعد وقوعها، لكن مع الأسف لا أحد منهم يفعل شيئاً لمواجهتها ، ويحاول الجميع نسيانها أو تناسيها ، بالاهمال واللامبالاة، فيعود الجميع للتباكي من تكاثرها وانتشارها.