adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/08/26 - 1:56 ص



بقلم الأستاذ علي أبو رابعة


حينما وصلت إحدى المدن قاصدا الجامعة ؛كي أستخرج بيان حالة بالدرجات عن هذا العام الدراسي ،رأيت لافتات كثيرة تغتص بها شوارع المدينة ،مكتوبة عليها "المدينة بتتغير" . .رأيت هذه اللافتات كثيرا ،لكنها لم تلفت نظرى إلا فى تلك اللحظة ،ولا عجب منها فكانت هناك شعارات مثل هذه إبان إفتتاح أى مشروع قومى خدمى أو أى مدينة جديدة .
وليكن !..
فعقول الساسة فى وطننا  حاليا ،تعانى من حالة إعياء ،وضيق أفق ...ففى إعتقادهم بأن التقدم والتغير والتحضر والتمدن ،لا يكون إلا بالمعمار وتشجير الشوارع ورصفها وتنظيفها ..هذا فكر حالته كحالة الطفل الساذج الأبلة .
التقدم يا سادة لا يكون إلا بنشر الوعى الدينى والثقافى وإشعال ثورة ثقافية حارة وتصادمات فكرية صحفية شديدة ورفيعة المستوى..وبتطوير التعليم لخلق جيل مبدع ؛ليرفع إبداعه لواء الوطن على منابر أوطان العالم 
وليكن !
هناك حضارة ومعمار فى شتى أرجاء وربوع دول وطننا العربى وعواصم جديدة ،ومدن جديدة ...لكن الشخص الذي سيسكن تلك الحضارة ،وذلك المعمار ،هل عقله اللاموجود ،وسلوكياته العشوائية، ولغته الهمجية ،وثقافته العجفاء ستحافظ علي حضارة بلده ومعماره أيضا ..؟! .
أخيرا..!
بعض دول وطننا العربى، لن تتغير ،بل لن تتغير أى دولة منها إلا بإنتشار الوعى والثقافة بمعنى آخر أن تتغير العقول أولا !
الحضارة لا تتحقق بالمعمار بل تتحقق بوجود عقول واعية متفتحة متنفسة !.