adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/08/20 - 2:23 ص


بقلم ذ/ علي أبو رابعة ـ من أرض الكنانة                                                                       

الكثير منا يتسائل : كيف تحول من نحب إلى إنسان قاس بلا مشاعر ،على الرغم من وعوده لنا بالحب والعطاء ؟
القسوة تسكن فينا ،كما أن اللين يسكن فينا ،الحب يسكن فينا ،كما أن الكراهية تسكن فينا ..الخ
فهناك صراع دائم بين الحب، والكراهية ،وبين القسوة ،واللين ،والفائز فى المعركة له الحق فى التحول ،من مجرد احساس الى سلوك ..وكل احساس ما هو الا دافع الى أداء فعل ،او سلوك من السلوكيات او الأفعال.
فحينما يتحول حبيبنا إلى إنسان جحفل متوحش ،فإنه يكون كالجلاد الذى يضربنا بسوطه-كرباجه- على قلوبنا ،وما لنا إلا أن نتألم بعواطفنا .
وما يزالون يتسائلون، لماذا النصر للقسوة والكراهية والغباء العاطفى؟! ..
الجواب من العالم النفسي فيليب زيمباردو حينما قام بتجربة (سجن ستنفاورد  ) ،حيث قام بتأجير عدد من الطلاب وجعلهم يسكنون فى عمارة منعزلة عن الناس ..واعطى لكل واحد منهم دورا ،حيث بعضهم يقوم بدور السجناء ،والبعض الآخر يقوم بدور الحراس ،والسجانين ،فلاحظ قيام بعضهم-بعض الحراس- بتعنيف السجناء أشد التعنيف .
فمن السهل تحول الطيبون الى أشرار ؛وذلك بسبب دافع من الدوافع ..وهى الكراهية ،فالطلاب الذي عنفوا ،وأزعجوا أصدقائهم الذين كانوا يقومون بدور السجناء ،كانوا يظنون أن دافع الكراهية للجسناء ،سوف يكسبهم المزيد من المال؛ لأداء الدور بشكل أمثل ،وأفضل ،وأخير .
فالذي نحبه اذا قام بدور القاسى ،فاعلم أنه يريد نصرا لنفسه ،نصرا لغروره،نصرا لكونه عظيم، وهناك من يجرى وراءه؛ لانه عظيم  ..فينتصر بكراهيته ،لغروره ،لكبريائيه .
وما تزالون تتسائلون : لماذا يزداد من نحبه فى قسوته ؟! ..
الجواب من الدكتور النفسي ميلقرن الذي قام بإجراء تجربة حيث أجر بعضا من الناس وأجلس بعضهم على كراس وقال للآخرين قوموا بتعريضهم للصدمات الكهربائية ..فقاموا بذلك ولو قال لهم قوموا بتزويد شدة الصدمات لقاموا بذلك ؛وذلك طاعة للأوامر ؛طاعة لدافع المال، وشهوته ..
هكذا من نحبهم يتحولون الى جلادين يجلدوننا بحبهم ببعدهم عنا وبشدة قسوتهم ،يبيد لنا أنهم يريدون إنتصارا لشئ ما لا نعرفه ..لكن يمكن أن نخمنه ،وهو أنهم وجدوا شخصا آخر، يعوضه عنا ؛او لأنهم يريدون إرضاء لغرورهم ،وكبريائيهم ؛او لأنهم يريدون الإبتعاد ؛لأنهم لم ولن ينالوا منا ،ما كانوا يريدون.