بقلم : الطالبة الباحثة ماجدة العكز
أتساءل معكم بكل براءة . إلى أين ؟ أي مجتمع هذا ؟ هل يمكننا القول ان لدينا شباب يعول عليهم في المستقبل؟ أليس من حقنا ان ننعم بالآمن والاستقرار؟ ، هل نحن حقا ننضوي تحت دولة الحق والقانون؟ هل حقا لدينا ما يسمى بحقوق الانسان؟.
تلزمنا سنوات ضوئية حتى نفهم ونستوعب ونعي
ونعلم ونتعلم ، أننا في مجتمع لا يتوفر على ابسط شروط الحياة والإستقرار ، وخير دليل
على ذلك المعضلة الكارثية حول اغتصاب الفتاة المختلة عقليا في "حافلة النقل العمومي"
وأمام المواطنين دون أن يحركوا ساكنا ، يمكننا أن نستنتج من هذا القرف الاجتماعي نوعا
من التشجيع على الجرائم ،وبالتالي يمكننا القول أن الكبث الجنسي ما هو إلا عدوى تنتشر
في أوساط المجتمع لتفض بكارة وطفولة وحياة البريئات والأبرياء ، لينتج عنها كتلة من
الأمراض النفسية ، هذا الاغتصاب الوحشي بمثابة وباء لا دواء له .
لكن لنتساءل مرة أخرى .أين يكمن الخلل؟.
الخلل ينبثق من داخل الأسرة من الدرجة الأولى
وذلك من خلال غياب منهج خالص وهو "الثقافة الجنسية" ناهيك عن غياب مفهوم
رئيسي هو "التربية" أي غياب تام للتربية على القيم وعلى الأخلاق ....فضلا
عن التربية الجنسية التي تعد أساسا في التنشئة الإجتماعية ،زيادة على ذلك هناك غياب
الحملات التوعوية داخل المؤسسات الإجتماعية ، وغياب هذه الأسس الصرفة والمهمة لا ينتج
عنها سوى أطفال ومراهقين وأشخاص راشيدين يعانون من الكبث الجنسي والهوس بالجنس ،وغياب
الوازع الديني والأخلاقي وفقدانهم لمبدأ العاطفة عند اعتدائهم على الاطفال والمرضى
المختلين عقليا ..بل لا يمكننا نكران انهم يغتصبون حتى السويين من فئة الاناث والذكور...
، ما علينا سوى أن نترحم على مجتمعنا ونعلن اننا في بلد ينقصه الكثير ، في حين أصبح
ابسط حق ننادي به هو الآمن ، لأن الاغلبية أصبحت تنفر في سياسة مجتمعنا الحالية.أصبحنا
أمام انهيار لكل معايير العيش الكريم .