في عوالم الويب، أصبح التواجد على مواقع
التواصل الاجتماعي وحجم المتابعين عليها من المعايير الحديثة لقياس شهرة وشعبية الفنانين،
الذين وجدوا أنفسهم ملزمين بدخول هذا العالم لإنشاء قناة للتواصل المباشر مع جمهورهم،
غير أن علاقة هؤلاء بتلك المواقع تختلف، فهناك من يعتبرونها وسيلة للإعلان عن جديدهم
والترويج له فقط، وهناك من يجد أنها أيضا وسيلة لمشاركة حياتهم الشخصية مع جمهورهم،
بشكل قد يصبح أحيانا مبالغا فيه أو حتى متعمدا إما للتقرب من الجمهور أو لضمان الحضور
الدائم في الساحة حتى حين يغيب الجديد الفني.
حياتي ملكي
حياتي الشخصية ملكي وفني ملك الجمهور"،
هذه خلاصة رأي الممثلة المغربية، بشرى أهريش التي قالت لـ"أصوات مغاربية"،
"الناس يعرفوننا كفنانين ولو لم نكن فنانين ما كانوا ليعرفونا" من ثمة تؤكد
على أنها مع أن يكون الفنان حاضرا بأعماله الفنية وليس بأخباره الشخصية.
وتتابع أهريش مؤكدة أنها لا تتشارك تفاصيل
حياتها الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من منطلق احترام خصوصية الناس الذين يشاركونها
حياتها إذ تقول "حياة الفنان الشخصية ليست مرتبطة به وحده بل بأناس آخرين من الأقارب
والمعارف" مبرزة أن الكشف عن حياتها الخاصة لن يؤدي إلى انتهاك خصوصيتها هي فحسب
بل أيضا خصوصية الناس المقربين منها.
أهريش ترى أن من حق الجمهور متابعة أخبار
الفنانين غير أنها توضح هنا أن المقصود بالأخبار هي أعماله الفنية التي بفضلها أصبح
معروفا مردفة بخصوص حياتها الخاصة "الحياة الخاصة تبقى بعيدة عن التداول أمام
الملأ لأن الفنان إنسان حياته الخاصة كأي إنسان معرضة لنجاحات وإخفاقات" على حد
تعبيرها.
جرعة محدودة
من جانبه، المطرب والملحن، نعمان لحلو،ليس
مع أن يشارك الفنان حياته الخاصة مع جمهوره بشكل مطلق إذ يرى أن الأمر يجب أن يتم ولكن
في حدود.
ويصف لحلو الأمر في تصريحه لـ"أصوات
مغاربية" بـ"الجرعة التي لا يجب نسيانها ولا تجاوزها"، مبرزا أن الجمهور
بشكل عام وطبيعي يحب الاطلاع على ما يتعلق بحياة الفنان.
بالتالي حسب لحلو فهو مع تشارك بعض الأشياء
المتعلقة بحياة الفنان ولكنه ضد تشارك التفاصيل وبشكل دائم.
وبخصوص الفنانين الذين تطغى أخبار حياتهم
الخاصة في ما يروج في وسائل الإعلام على أخبار أعمالهم الفنية، يقول لحلو "إذا
كان ذلك الفنان هو المسؤول عن ترويج تلك الأخبار فهو يعاني من خصاص في الفن ويحاول
تعويضه بتلك الطريقة أما إذا لم يكن هو المسؤول عن ترويجها فيجب عليه أن يتجاهلها ولا
يعلق عليها".
حضور معتدل
رأي الممثل، ياسين أحجام، لا يختلف كثيرا
عن رأي لحلو، إذ يرى بدوره أن الأمر يجب أن يتم ولكن باعتدال وبشكل لا يجعل الأخبار
الخاصة تطغى على أخبار تتعلق بعمل الفنان.
"كل شخص يرى الأمر من منظور، فهناك من يفضل
أن يترك حياته الخاصة على جنب ولا يتشاطر أي شيء يتعلق بها وهناك من يرى أنه من العادي
تشاطر أمور تتعلق بحياته الخاصة" يقول أحجام في تصريحه لـ"أصوات مغاربية"
مردفا بخصوص رأيه الخاص في الموضوع "بالنسبة لي أقدم حياتي الخاصة باعتدال".
ويشدد أحجام على أنه حتى وإن كان يرى أنه
لا ضير من تشاطر بعض الأمور التي تتعلق بالحياة الخاصة فهو لا يحب الخوض في تفاصيل
الأشياء المرتبطة بحياته، موضحا بهذا الخصوص "أنا كإنسان، بعيدا عن الفنان، لا
أحب الخوض في حياتي الخاصة على الملأ"، بالتالي يوضح أن حتى ما يتشاطره عبر حسابه
الشخصي هو أمور عامة ولا تسمح بالخوض في تفاصيل حياته.
ويختم أحجام بالتشديد على كونه يفضل أن
يكون أساس حضوره في الإعلام من خلال جديد أعماله الفنية وليس أخبار حياته الشخصية.
ضرر محتمل
الممثلة والمغنية الشابة، سحر الصديقي،
من جانبها ترى أن الأمر رهين بطبيعة شخصية الإنسان إذ تقول بخصوصها "أنا طبعي
اجتماعي وأحب تشارك الأشياء مع الناس لذلك لا أجد مشكلة في تشاطر بعض أخباري"،
قبل أن تستدرك مؤكدة أنها أصبحت خلال الفترة الأخيرة تضع حدودا بذلك الخصوص.
"مؤخرا أصبحت أضع حدودا لأنني أدركت أنني
قد أتضرر في حال أتحت للجميع الاطلاع على بعض الأشياء المرتبطة بحياتي الخاصة"
تقول الصديقي مضيفة أن تشاطر بعض الأشياء بشكل عفوي قد يجلب المشاكل.
وتتابع الصديقي موضحة أنها قررت التقليل
من تشاطر أخبار تتعلق بحياتها الخاصة بعدما أدركت أن ذلك يفتح الباب للخوض في أمور
حياتها الخاصة على الملأ.
وتعليقا على من يثيرون الجدل بأخبارهم الخاصة
ويحضرون في الساحة الفنية بتلك الأخبار أكثر من أعمالهم الفنية تقول الصديقي
"ربما يرون أن هذا الأمر يخدمهم ويتيح لهم التواجد باستمرار" مضيفة بخصوصها
"شخصيا لا أحب أن أكون حاضرة بذلك الشكل، أفضل أن ينشر عن أخباري الفنية أكثر
من أخباري الشخصية".
المصدر: أصوات مغاربية