بقلم مخلص الإدريسي
من خلال متابعة الرأي العام لما يحصل هنا
و هناك من زبونية و محسوبية في جميع المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و
تفويت الصفقات، بل تعدتها إلى كل المعاملات الاجتماعية و تفضيل المقربين و المنتمين
إلى أحزابهم و إعطاء الأسبقية إلى من يسير في نهجهم و تفكيرهم ، و معاداة جميع المختلفين
و إقصائهم من الدعم و الدعم الجمعوي الذي من المفروض و المشروط فيه أنه عمل في خدمة
المجتمع بعيدا عن الصراعات السياسية و الاديولوجية و الواجب أنه في الصالح العام
.
أيها المسئولون انتم في جميع مواقعكم الاجتماعية
و تحملكم مسؤولية اتخاذ القرار و توقيع الصفقات و المنح و الدعم من خلال الصلاحيات
المخولة لكم في مواقعكم لاسيما السلطة و السلطة المحلية كنتم بالمجال الحضري أو القروي..الخ
.
إن خدمة الصالح العام فوق كل اعتبار و بعيدة
كل البعد عن مطامعكم الاقتصادية و مصالحكم الذاتية، فما ذنب فئة من المجتمع تحرم من
أنشطتها الثقافية أو الاجتماعية، و تُقصى من دون رحمة أو ضمير بقراراتكم المتهورة و
الأنانية . و ضرب المكتسبات الطبيعية المشروعة .
و باستثناء الأقليات منكم . إن تمركزكم
حول الذات هذا و شططكم في السلطة بدأت تظهر للعيان من كل الزوايا و المواقع إلى أن
أصبح المواطن المغربي أكثر وعيا بها ، بل و أضحت من المسلمات لديه كشرط أساسي من أساسيات الحياة في هذا الوطن
البريء من ذمت أفعالكم .
و اخيرا إن أردنا العيش بسلام و كرامة و
الحفاظ على وحدة هذا الوطن الحبيب، يجب أن نراجع كل في مكانه، أنفسنا و إعادة النظر
في قراراتنا و أفعالنا ، و محاولة الابتعاد عن الأزلية القديمة المدمرة و الأفكار القَبَليَةِ
الرجعية و مسايرة العالم بتحضره و إنسانيته . فالقيم و المبادئ الخلاقة لا يمكن لها
أن تأتي إلا بوعيكم أنتم و تمريرها عبر التنشئة الاجتماعية الهادفة.
و إلا فالشعب بأسره لم يعد يستحمل إستحماركم
و غبائكم و سيضل ينتظر الفرصة لا محال لاقتلاعكم
، أبيتم ام كرهتم.