adsense

/www.alqalamlhor.com

2017/06/25 - 12:50 ص



بقلم الأستاذ حميد طولست

ليس بغريب أن تتمكن التلميذات المغربيات هذه السنة أيضا من التفوق على التلاميذ الذكور ، في امتحانات الباكالوريا كما فعلن على مدى الثلاث سنوات الأخيرة والتي احتلن فيها المراتب الأولى وحصلن على المعدلات العليا وطنيا  برسم الدورة العادية ، وقفزت فوراق نسبة النجاح بينهما على صعيد جل الجهات بالمغرب ، إلى ما يقارب العشرة بالمائة ، حيث بلغت نسبة النجاح لدى الإناث 48.69 في المائة، مقابل 39.69 في المائة لدى الذكور. الذين فاق عدد المترشحين منهم عدد المترشحات من الإناث بأكثر من 10 في المائة ، حيث بلغ عدد الذكور 55%، بينما لم يتجاوز عدد الإناث  (45%)، ومع ذلك حصلت الإناث على نسب نجاح أكبر بـ 10%؟".
قلت في البداية أن تفوق التلميذات على التلاميذ الذكور ليس بالأمر الغريب ، وذلك وبكل بساطة لأن التلميذات ، وحسب تجربتي الممتدة على 32 سنه في تدريس الجنسين ، يتميزن في الغالب الأعم عن الذكور -ليس عامتهم طبعا - بالانضباط والجديةً والالتزام والتنافسية والاحترام مع الانخراط في أداء الواجبات المدرسية، والمشاركة في الفصل والأنشطة الموازية التي تؤثر في مستوى التحصيل، وتنعكس إيجابا على النتائج التي حصلت فيها الإناث على أعلى المعدلات المسجلة على المستوى الوطني، سواء في التعليم العمومي أو الخصوصي.
وهذا لا يعني أن الإناث أكثر ذكاء منَ الذكور ، بل يكمن الاختلاف بينهما - كما أجمع على ذلك المدرسون والمُدرسات ورجال التربية- في جدية الأنثى وإصرارها على طلب التفوق والحصول على أعلى العلامات المُستحقة، حتى أن الكثيرات منهن   يتأسفن ، بل و يبكين ، إن هن لم يحققن التفوق ، بينما نادِرا ما يأسف غالبية الذكور على ضياع فرص الحصول على علامات التميز ، وذلك لقلة جدية بعضهم وندرة انضباطهم وشجاعتهم بل وفرطِ تهورهم البعض الآخر، إلى جانب عوامل أخرى ذاتية ومُجتمعية ، لها صلة بـ"أسطورة التفوق الذكوري التي تزيد من قابلية استهتار الذكر بالواجبات والتعليمات، وهو غير آبه بالنتائج،  مقارنة بالأنثى .
وقد تفاوتت نظرة الناس العامة والاختصاصيين ، لتفوق الفتاة المغربية على الذكر في امتحانات الباكالوريا لهذه السنة وسابقاتها ، واختلفت الرؤى ووجهات النظر حول أسباب ما اعتبروه ظاهرة غريبة ، وذهبوا فيها مذاهب شتى ، وأعطى الكثيرون منهم تفسيرات مختلفة ومتنوعة ، حيث أرجعها بعض الاجتماعيين إلى عوامل اجتماعية وثقافية، وبالأساس التمثلات الاجتماعية لدور الأنثى ودور الذكر ، وما يتطلب ذلك من ممارسات وأعمال خارج البيت بالنسبة للذكر، وداخل البيت بالنسبة للأنثى ، واختصرها بعض المختصين النفسيين في كل ما هو لاشعوري لدى الأنثى التي جبلت على الكد والجد، والتوق دوماً لأعلى مراتب المجد رغبة في تغيير واقعها ، والتطلع لبلوغ المعالي والسؤدد تحديا أحكام مسبقة تنهل من مرجعيات مختلفة، بينما اعتقد الكثير غيرهم من الناس العاديين خاصة ، بأن المسألة ترجع بشكل كبير، إلى أن الذكور يقضون جزء كبيرا من يومهم خارج البيت مقارنة مع الإناث اللواتي يقضين وقتا كافيا بالبيت يستغلنه في مراجعة الدروس.
وكيفما كان الحال فإن فتياتنا الناجحات يستحقن  جميعهن منا التهاني الحارة على جدهن ومثابرتهن التي لاشك أنها كانت وراء تلك المعدلات القياسية  ، ونخص منهن بالذكر..التلميذة إيمان طويل من سيدي بنور بمعدل19.31 ، والتلميذة وئام "ح "من جهة مراكش أسفي بمعدل27 .19، والتلميذة "فاتن هوزال" من أكادير بمعدل 19,08 ، والتلميذة شهبار نهال من أكاديمية مراكش – آسفي، بمعدل 19.32....، والتلميذة قصاب أميمة من ...بمعدل، والتلميذة ريم البوشيخي من وزان بمعدل ...والتلميذة كريمة نور الهادي من سطات معدل 19,13 واعتذر عن عدم ذكر أسماء كل التلميذات المتفوقات والحاصلات على أعلى المعدلات ، وبالمناسبة ذكرتني هذه المعدلات المشرفة بالمعدل القياسِي الذي أحرزت عليه التلميذةٌ المغربيَّة مريم بورحيل سنة 2014 في فرنسَا  ، والتي لمْ تكتفِ بمعدل يضمنُ ميزةً متقدمةً في الشهادة، بل حصلت على معدل 21.03 منْ 20 ، لتكُون بذلك الأولَى على أكاديميَّة منطقة "بيكاردْ"، الواقعة في الشمال الفرنسِي.
وفي الأخير يسرني أن أزف كل الناجحات وأسرهن أخلص التهاني ، على الجهود المتواصل التي أهلتهن لهذا التفوق الخارق في امتحانات الباكالوريا ، بوابة دروب العلم ، ومسالك العلا التي لا ينال إلا بالصمود والمثابرة والحفر في الصخر ، وألف مبروك.