أعلن أمس الثلاثاء 27 يونيو 2017 مارك زوكربرغ،
المدير التنفيذيّ لشركة فيسبوك، عن الوصول لرقمٍ قياسيّ جديد من حيث عدد المستخدمين
والذي بلغ 2 مليار مستخدم نشط شهريًا، في تأكيدٍ لهيمنة فيسبوك على خدمات التواصل الاجتماعيّ.
على مقياس الكرة الأرضية، يعادل هذا الرقم
30% تقريبًا من إجماليّ سكان الأرض، وهو إن دل على شيء ما، فهو قدرة الشركة التي نشأت
عام 2004 كمشروعٍ طلابيّ في جامعة هارفرد على التطور وتوفير كافة الوسائل التي يرغب
بها المستخدمون. عند أخذ بقية خدمات فيسبوك بعين الاعتبار، مثل واتساب (أكثر من
1.2 مليار مستخدم نشط شهريًا) وإنستاغرام وتطبيق المحادثة مسنجر (أكثر من مليار مستخدم
نشط شهريًا)، ستتضح صورة السيطرة المطلقة لفيسبوك. في حين أن جوجل فشلت تقديم ما يجذب
المستخدمين عبر شبكة +Google، تستمر منصة يوتيوب
بالصمود أمام هيمنة فيسبوك، مع امتلاكها لأكثر من 1.5 مليار مستخدم نشط شهريًا واعتلائها
المركز الثاني كأكبر محرك بحث، وذلك بعد محرك بحث جوجل نفسه.
على صعيدٍ آخر، وبعيدًا عن تزايد عدد المستخدمين
نفسه، فإن موضوعًا هامًا هنا يجب أن يتم طرحه: التطبيق الخاص بفيسبوك على الهواتف الذكية،
وتحديدًا هواتف أندرويد. أصبح عدد المشاكل الخاص بالتطبيق لا يعد ولا يحصى: استنزاف
هائل لبطارية وموارد الهاتف الذكيّ، حجم ضخم على مساحة التخزين، انهيارات متواصلة وعدم
عمله بشكلٍ جيد…وغيرها من المشاكل التي يمكن أخذ فكرة سريعة عنها بمجرد قراءة المراجعات
الخاصة بالتطبيق على رابطه ضمن متجر بلاي. بالنسبة لي شخصيًا، فإن مجرد التفكير بتحميل
التطبيق على هاتفي هو أمرٌ غير وارد على الإطلاق.
أحببت هنا أن أسلط الضوء على قضية التطبيق
نفسه لأن المشاكل المرتبطة بها تتزايد مع مرور الوقت بدلًا من أن تتناقص، خصوصًا مع
عدم وجود أي دليل على نية المستخدمين ترك فيسبوك، في الواقع لا يوجد حاليًا أي منافس
قادر على تقديم نفس الميزات. النجاح بالوصول لأكثر من 2 مليار مستخدم نشط شهريًا هو
دليلٌ حتميّ على النجاح، ولكن القدرة على تخديمهم بأفضل شكلٍ ممكن هو التحدي الحقيقيّ.