بقلم الأستاذ حميد طولست
من أغرب قصص الزواج غير المتكافئ في السن
، تلك القصة التي تحكى عن الرئيس الفرنسي ماكرون وزوجته بريجيت البالغة من العمر
64 عاماً ، والتي تسببت في جدلٍ كبير في العالم عامة والعربي والمغربي خاصة ، والأغرب
فيها أنه لا أحد تفاعل مع قصة زواج أخرى مماثلة لها ، كان فارق السن بين بطليها ، هو
نفسه في القصة الأولى ، وهي قصة زواج الرئيس الأميركي دونالد ترامب (70 عاماً) بميلانيا
ترامب (46 عاماً) ، والتي كان فارق السن بينهما 24 عاماً ، ومع ذلك لم يثر ذلك إستغرابا
في العالم العربي والمغربي ، لأنه وبكل بساطة كان الزوج هو الكبر سنا ، وليس الزوجة
، وذلك لأن زواج الرجل في تلك العوالم بفتاة تصغره سناً، هو أمر متبع ومتفق عليه في
غالبية مجتمعاتها ، بل ويعد لدى الكثيرين شطارة و"قفوزية" وحظا سعيدا ، حتى
أنهم سنو الشرائع المحللة لزواج القاصرات ،
بينما يبقى من يتزوج بمن تكبره سناً ، ظاهرة غريبة ، وكارثة يرفضها المجتمع
، وترسم على الوجوه علامات التعجب والاستغراب ، ويُعرّض من يفعلها ، للسخرية والهزء
، ويعتبر إما مسحورا إذا كانت المقترن بها من عائلة فقيرة أو متوسطة الحال ، أما إذا
كانت "متريشة" ، فيقال عنه أنه مجرد طماع تزوجها لمالها ، أما إذا كانت من بلاد المهجر، فيقال
أنه ما ارتبط بها إلا من أجل "أوراق" الهجرة ، وكل ذلك وفقاً لنظرة المجتمع
السلبية عن الزواج من المرأة التي تكبر زوجها في السن، والذي لا أحد يقبل بما تأكده
الكثير من الدراسات العلمية والتربوية ، بأن زواج الرجل بالمرأة الأكبر سنا يكون في
الغالب الأعم هو الأنجح من غيره ، لأن عقل المرأة وقدراتها تفوق القدرات العقلية للرجل
الأصغر منها سنا ، ومع ذلك فإن المجتمعات الشرقية ترفض زواج المرأة برجل أصغر منها
في السن،وتقبل العكس ، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، تزوج بالسيدة خديجة «ع» التي
كانت تكبره بعدة سنوات ، ضاربا للمسلمين المثل على أن فارق السن في الزواج ، لا يشكل
عائقاً في حال كان الحب عظيماً ، كعظمة الحب الذي جمعه صلى الله عليه وسلم بالسيدة
خديدة «ع» ، لأن السعادة الزوجية لا تقاس بمعيار
العمر ، المعيار الذي جعله العالم الشرقي معيارا أساسيا في اختيار شريك الحياة ، يصعب
التمرّد عليه أو قهره ، ومن يفعل ذلك سيعير به !!..