سجل بعض الزملاء وبعض المنابر بالعاصمة
العلمية استياءهم، من "التمييز" الذي مورس في حقهم وحرمانهم من ولوج مهرجان
الموسيقى العريقة، حيث منعوا من أداء مهامهم الإعلامية التي تصب في مجملها لفائدة المهرجان
والمنظمين، فحتى الجانب النقدي للمهرجان من جوانبه المتعددة، لا يهدف من ورائه الصحافي
الجاد تبخيس عمل المنظمين، بل يسعى دائما إلى التوجيه و الإشارة إلى مكامن الخلل التي
لا يمكن أن تراها الأعين ثاقبة عين إعلامي متمرس تهتم لأبسط الأمور..
و من بين الصحفيين الذين تم منعهم من ولوج
المهرجان، الأستاذ محمد الزوهري الصحفي بجريدة الأخبار، الذي يتميز عمله بحرفية عالية
تغنيه عن الانزلاقات، بعدما تعود على تغطية هذا الحدث السنوي لمدة 17 سنة، حسب ما ورد
في صفحته على الفضاء الأزرق، وجاء في تدوينة الأستاذ محمد الزوهري..'' بعد 17 سنة من
التغطية الصحفية المنتظمة لدورات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... أجد نفسي
هذا المساء، كما الحال بالنسبة لزملاء آخرين جادين، مُقصًى من بطاقة ولوج دورة هذه
السنة، لأسباب معقدة ومبهمة، لا حاجة لذكرها... المهم انسحبت بهدوء، دون جدال ولا اعتراض،
مستغلا حاجتي للراحة، ويقيني بأن هذا المهرجان ما عاد يستويهني، بعدما صار مفتوحا على
القبح التنظيمي والعهر الفني، وبدأ يفقد - تدريجيا - هويته الحقيقية التي أنشيء من
أجلها، ما جعله قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس، ليس هناك موسيقى روحية أروع من المكوث
في بيتي والاستمتاع بشغب يحيى وخليل حولي...''.
و دأبت جمعية فاس سايس التي صنفتها الصحافة
الوطنية في بداية التأسيس من جمعيات السهول و الوديان التي تستفيد من الريع الجمعوي
دون أن تقدم خدمة عن قرب للمواطن، و قد بدأ المهرجان في السنوات الأخيرة يفقد بريقه،
ويتعرض لعدة انتقادات خصوصا منذ انطلاق الخدمة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي أتاحت
فرصة للتعبير، تنطلق أغلبها من المقولة الشهيرة لدى المغاربة: أش خصك العريان..