بقلم الأستاذ حميد طولست
مبهر جدا آلاف المصريين، على الأسواق العامة
والممتازة والمعارض والطرقات والحدائق والمتنزهات العامة ، والمساحات الخضراء ، لقضاء
عطلة شم النسيم، في الهواء الطلق ، وهم يضحكون ويمرحون ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي ،
بل وممتاز في ظل اعتدال درجات حرارة هذا اليوم الجميل ، عكس ما كانت تشيعه بعض وساءل
الإعلام من صور مؤلمة لمدن أشباح ، تتقاتل في شوارعها العصابات الإرهابية.
مشاهد مبهجة ومفرحة بحق ، تدفع للتساؤل
بإلحاحية شديدة عن سبب إنشغال شبكات الإعلام المعادية الأخطبوطية ، في تقديم مصر للعالم
، بهذه الصورة السلبية البائسة ، وبذلك الشكل المرعب المؤلم ، وتحرض على وضع الكثير
من علامات الإستفهام والتعجب، والتشكيك في إصرار بعض وسائل الإعلام المحايد وتفاني
في إعطاء أنطباعا مخالفا للواقع المصري الحقيقي ، ويوهم المتلقي بسلبية كل ما فيها
من طاقة الإستمتاع بالفرح والإبتهاج الذي لا يضاهى ، والذي ما كنت أتوقع أن يعم هذا
الشعب المكافح ، الذي يحق له أن يفرح وبتهج بـ"شم النسيم " ويستمتع بوجبة
"الفسيخ والرنجة"، ويكسر البصل أمام المنازل صباحا ، لطرد الأرواح الشريرة،
ونشر السلام في المنازل وبين الجيران ، كما فعل أجداده الذين بنوا حضارته ونحتوها في
الصخر للابقاء على تراثهم شاهدا على عظمتهم الجبارة ، ضدا في مئات الصحف، وآلاف مواقع
التواصل الإجتماعي ، والقنوات الإنتهازية السطحية ، وكل محاولاتها البائسة لتصوير الواقع
المصري وكأنه أصبح خرابا وصراع إجتماعيا وطائفيا ..