كشف جون نيكسون، أول محقق أمريكي استجوب
الزعيم العراقي بعد أسره لدى القوات الأمريكية في الـ13 من دجنبر2003، عن الانطباع
الذي تركه فيه الرئيس الأسبق العراقي صدام حسين، ضمن كتاب بعنوان "استجواب الرئيس:
التحقيق مع صدام حسين"، والذي سيطرح في الأسواق نهاية شهر دجنبر الجاري.
وقال نيكسون في كتابه تفاصيل لقائه مع الرئيس
الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، وذكر أن بوش الابن أوشك على فقدان أعصابه حين سمع
أن صدام حسين لم يبد للمحقق ديكتاتورا ساديا، بل رجلا يتمتع حتى بالسخرية من نفسه.
ونشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية
مقتطفات من الكتاب، حيث ذكر نيكسون أنه رأى صدام حسين يجلس على كرسي حديدي ويرتدي دشداشة
بيضاء وسترة زرقاء، ورغم أنه كان أسيرا ينتظر الإعدام فإن الكاريزما التي كان يمتلكها
كان تخلق في محيطه أجواء من الهيبة.
وأضاف الكاتب أن صدام نفى تماما امتلاك
بلاده لأسلحة دمار شمال، وأوضح أن الأمر لم يطرح حتى للنقاش في بلاده، كما نفى أي صلة
بينه وبين هجمات 11 شتنبر، التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية، علما بأن هذين الأمرين
هما ما استخدمته واشنطن كحجة لشن غزوها للعراق.
وقال الكاتب، إن الرئيس العراقي أجاب بسخرية
على أحد أسئلة المحققين حول وجود أسلحة دمار شامل حيث قال لهم: "لقد وجدتم خائنا
أوصلكم إلى صدام حسين، أليس هناك خائن آخر سيكشف لكم عن أماكن وجود أسلحة الدمار الشامل؟".
وأوضح نيكسون، بأن صدام حسين كان يأمل أن
تسفر هجمات 11 شتنبر عن تقارب بين بغداد وواشنطن، معتقدا أن الولايات المتحدة ستحتاج
إلى حليف موثوق به في المنطقة بحربها على الإرهاب، غير أن العراق نفسه أصبح هدفا للحملة
الأمريكية.
وأشار صدام حسين إلى أن الاتهام الوحيد
الذي لا يرفضه، هو غياب أجواء من التفاهم والإصغاء المتبادل في العلاقات بين بلاده
والولايات المتحدة.
وأعرب نيكسون عن قناعته بمصداقية تصريح
صدام حسين بأنه لن يأمر بشن هجوم كيمياوي على مدينة حلبجة الكردية العراقية، في الأيام
الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988، وفسر عميل المخابرات السابق اقتناعه
بهذا الشأن موضحا أن هذا الهجوم وفر أمام طهران مجالا إضافيا لانتقاد الحكومة العراقية.
واعترف نيكسون أن الانطباع الذي تركه لديه
صدام حسين يختلف جذريا عن تصوراته المسبقة، مضيفا أن الزعيم الأسير كان في حالة صحية
جيدة وأشاد بزوج أمه، في تناقض واضح مع المعلومات المتوفرة للاستخبارات الأمريكية.
وقال نيكسون، إن الرئيس العراقي الأسبق
حذر المحققين من أن الأمريكيين لن يستطيعوا حكم العراق، لأنهم لا يعرفون اللغة والثقافة
والعقل العربي.
وأشار المحقق السابق إلى أن المرة الوحيدة
التي لم يستطع فيها صدام حسين طمس أحاسيسه أثناء الاستجواب حصلت خلال إجابته عن سؤال
عن ابنتيه رنا ورغد، إذ اعترف الزعيم الأسير ببالغ اشتياقه إليهما.