adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/11/08 - 9:56 ص


بقلم الأستاذ حميد طولست



الانضباط الأمني داخل الامة ، أمر لا يختلف علية عاقل .. ولكن تحول هذا الانضباط إلى أداة يتنمر بها بعض الجهات على المجتمع وقهره وإرهابه وخروجهم عليه هائجين رافعين في وجهه لافتات المؤامر ، مرددين لازمة أن كل من إحتج وندد هو متآمر مستوقظ للفتنه المخربة للبلاد ومسيرتها الظافرة والمظفرة  ، وغيرها من الإتهامات التي إذا نحن تأملنها جيدا لوجدنا أنها ادعاءات مبنية في مجملها للمجهول ، وتوحي جلها بأن هناك بيننا أشرار يريدون بتظاهراتهم السلمية ، دعم أطراف شريرة تبغي المس باسقرار البلاد والكيد بمواطنيه.. ونجد أن جلها درائع تهدف لحجب شمس واقع فاشل لم يعد  يصلح لزمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة ، ومبررات إعتادت الفئات الشاردة والمنسحبة من واقعها المهني ، اللجوء إليها كلما واجهت البلاد مشاكل كان فشلهم في تدبير شؤونها هو السبب الرئيسي في حدوثها ، عن حسن أو سوء النية ، الأمر الذي يجعل المواطن أمام علامات استفهام كثيرة تطرح نفسها بحدة حول ماهية تلك المؤامرة التي يحاولون إلصاقها بالمطالبين بالقصاص من المتورطين في جريمة طحن المواطن المغربي بائع السمك محسن فكري في شاحنة للأزبال، وإقناعهم بإنفعالية غير منضبطة ، وغوغائية مفتقرة إلى الرؤية الجادة أو الاستراتيجية الرصينة بالتوقف عن الاحتجاج ضد الحدث المؤلم الذي هز مشاعر المغاربة ،بدعوى  تجنب الفتنة  النائمة التي لعن الله من يوقظها".
صحيح أنه من الطبيعي في ظل الوضعية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا- أن تختلف ردود فعل المواطنين تجاه الأزمات السياسية الشائكة ، وتتباين طرق تعاطيهم معها ، وتتراوح ما بين التعاطي الجاد ذي الرؤية والاستراتيجية الرصينة ، وبين التعاطي المنفعل غير المنضبط الدال على الارتجال والتخبط في كل أشكال الغوغائية والمزايدات غير الرصينة ، لكن من غير الطبيعي البتة أن يصدر مثل ذلك الانتقاد عن مسؤولين على تدبير الشأن العام ، لا مكان للفاجعة الشعبية في انشغالاتهم ، وغير مبالين بما يمكن أن يصيب الشعب والوطن من دمار ، بقدر ما يهمهم ما هم فيه منشغلون من صارعات من أجل الحصول على المناصب الحكومية المسيلة للعاب، ولو على حساب كرامة بلاد يتضارب فقراؤه من أجل عدس يرتفع ثمنه وتقل جودته بسرعة غير مسبوقة و غير مسيطر عليه .. ومع ذلك وفي عز الحراك الشعبي الذي خلفه طحن المواطن المغربي بائع السمك محسن فكري وهو يحاول انقاد بضاعته من الإتلاف في شاحنة للأزبال ، ورغم الإجماع على همجية طريقة تدبير بعض المسؤولين لهذا الملف وما أثاره من زوبعة كبيرة تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الوطنية والقنوات العالمية صورا وأشرطة فيديو عنها ، فقد أبان الشعب المغربي العظيم عن قمة الوعي والتضامن في المصائب بالطرق المتحضرة المتمثل في الانخراط الفوري في الوقفات والاحتجاجات المؤيدة والمناهضة بأسلوب حضاري ، معطيا دروسا قوية في حسن وعقلنة الحوار -ما ينقص الكثير من المؤسسات وفي جل ميادين التدخل والاختصاص- حين أجل الجمهور الريفي غضبه العارم ، مؤثرا التحاور وجها لوجه و بأسلوب متحضر ، مع مسؤوليي المدينة بساحة الاحتجاج ، وتبادل الآراء معهم حول الحادث المشؤوم ، ما يبين وللحمد لله ، أن هناك وعي كبير لدى المغاربة بحساسية الوضعية ، وأنهم مستعدون للوقوف في وجه كل من يريد المس باستقرار وطنهم ، وينفي عنهم تهمة المؤامرة والتآمر الموجودة في أدمغة مرتزقة السياسة غير المهنين ، الذين لا اطلاع لهم بأمور إدارة الدولة الذين ملهم الشعب المغربي وازدحمت أصوات الانكار والرفض ، من تصرفاتهم الحمقاء التي كان يمكن ان تتسبب في انفجار يضيع معه الحابل بالنابل ، لولا  تدخل الملك محمد السادس بمتابعته قضية “محسن فكري” كما اعتاد أن يفعل مع كل قضايا شعبه كبيرة كانت أوصغيرة، بالتكفل والمواسات ..