adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/11/17 - 7:09 م


بقلم الأستاذ حميد طولست


كل المغاربة ضد الغلاء ، وكثيرون هم الذين استحسنوا الحملة الداعية لمقاطعة المحروقات تحت ذريعة استمرار ارتفاع أسعارها في المغرب ، لكن سرعان ما تحول الاستحسان إلى استهجان عارم ، بعدما تبين وبالواضح ، أن تلك الاحتجاجات مركزة على شركة واحدة دون باقي الشركات ، وهي شركة" أفريقيا " المملوكة لعزيز أخنوش ، وكأنها وحدها التي رفعت من أسعار المحروقات ، مع أن كل الشركات معنية بنفس الإجراء . ما يفضح أن في الأمر "إن" وأن حملة المقاطعة ذات طابع سياسي وليس اجتماعيا، وأنها لم تأت لتدافع عن مصالح المواطن المقهور ، بمعنى أن الأمر ليس احتجاجا على ارتفاع سعر البنزين مقارنة بما تعرفه الأسواق العالمية من تدن رهيب فيما يخص سعر البرميل، والذي تصرفت الشركات المعنية فيه طبقا لقانون تحرير الأسعار الذي أقرته الحكومة قبل شهور، ما يبرهن على أن الحملة الشرسة التي تشنها أطراف معروفة بحنكتها في هذا المجال ، ولا تتعلق البتة بالمعيش اليومي للمواطن وقوته الشرائية وإنما هي حملة سياسية لتصفية حسابات حزبية بين العدالة والتنمية وحزب الاحرار وجهت لمعاقبة أخنوش لخروجه ومن معها عن الطوع ، ورفضه منطق الترضيات المتبعة في تشكيل الحكومة ، والتي لا مبرر لها والتي لا تبني حكومة قوية ومتجانسة ، وأنها حملة يبغي أصحابها  الضغط بها على أخنوش ليقدم المزيد من التنازلات ويقبل بالانضمام إلى حكومة مخالفة لما أراد جلالة الملك بعدد كبير من الوزراء ، الأمر الذي رفضه أحنوش ومن معه من الأحزاب ، ولو أن قبله الرضوخ ، لتغير الأمر وقيل فيه الشعر ولدبجت فيه قصائد المدح والثناء ، بدلا مما سمعه من سخرية وشتائم من طرف كتائب يعتبرون أن الفوز بالانتخابات يعني الاستبداد بالسلطة ويجعل كل الأحزاب تحت الطوع والتصرف.
وعلى ما يبدو أن السحر انقلب على الساحر كما يقولون ، وأن الحملة ستأتي بنتائج معكوسة ومخالفة لتوقعات مدبريها ، حيث كما حذا التركيز على شركة افريقيا بمفردها بالكثيرين الى عدم مقاطعة شركة افريقيا ، حتى لا يتم استغلالهم في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وتخدم أجندة سياسية معينة ، الأمر الذي أعطى لشركة أخنوش دفعة اشهارية بلا مقابل ، ودفع به للتمسك بموقفه ،بل والتصعيد منه وفيه ،  مما سيصعب مأمورية تشكيل الحكومة ويطيل انتظار المغاربة لها .