في إطار تفعيل مضامين الرؤية الاستراتيجية
للإصلاح التربوي 2015-2030 وخصوصا المادة 06 والمادة 79 منها، وتنزيلا لمقتضيات التدابير
ذات الأولوية وخصوصا التدبير رقم 02 الخاص بعتبات الانتقال بين الأسلاك، نظمت الأكاديمية
الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس لقاء جهويا تنسيقيا حول تفعيل وأجرأة تدبير
عتبات الانتقال، وذلك يوم الخميس 24 نونبر 2016 بقاعة الاجتماعات التابعة للمركز الجهوي
لمنظومة الإعلام بالأكاديمية، وبحضور رئيس قسم الشؤون التربوية والمكلف بالمركز الجهوي
لمنظومة الإعلام والمكلف بقسم الخريطة المدرسية والمنسقون الإقليميون للتدبير رقم
02 .
الكلمة الافتتاحية للقاء ألقاها نيابة عن
السيد مدير الأكاديمية السيد رئيس قسم الشؤون التربوية، رحب فيها بالحاضرين شاكرا إياهم
على المجهودات المبدولة منذ انطلاقة المشروع، والتي مكنت من الحصول على نتائج هامة
وتطور ملحوظ في عتبات الانتقال، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة الرفع التدريجي لعتبات
الانتقال بين المستويات والأسلاك التعليمية لتصل إلى العتبة المعيارية المطلوبة في
كل سلك، مع ضمان تحكم التلاميذ في الحد الأدنى من التعلمات الاساس، بالإضافة إلى تطوير
كفاءات المدرسين في مجالات التشخيص والتقويم والدعم، وهو ما يحتم على الجميع –يضيف
السيد رئيس القسم- " بذل مجهودات إضافية لتحسين التعلمات الأساسية دون إغفال الدور
الهام الذي قد يلعبه الدعم التربوي في تحقيق الأهداف المتوخاة"
بدوره قدم المكلف بالمركز الجهوي لمنظومة
الإعلام والمنسق الجهوي للتدبير 02 عرضا تضمن نسبا لعتبات الانتقال بمختلف مديريات
الأكاديمية وبالسلكين الابتدائي والإعدادي، معتمدا في ذلك على نتائج التلاميذ المستخرجة
من منظومة التدبير المدرسي "مسار"، مبرزا التفاوتات الموجودة في عتبات الانتقال
بين الأسلاك وبمختلف المديريات، بغية الخروج بخلاصات وتوصيات عملية للارتقاء بعتبات
الانتقال في أفق توحيدها لتصل إلى العتبة المطلوبة والمحددة في 5/10 بالابتدائي و
10/20 بالإعدادي في أفق سنة 2017-2018.
وإعمالا للمقاربة التشاركية، ورغبة في استثمار
التجارب الميدانية، تم تقديم عرضين: الأول لمديرية فاس والثاني لمديرية إفران تضمنا
مختلف العمليات والإجراءات التي قامت بهما المديريتين من قبيل:
ـ إعداد برنامج عمل يتضمن مختلف العمليات
والإجراءات المزمع اتخاذها مع احترام تام للتوجيهات والجدولة الزمنية المحددة في المذكرة104/15؛
ـ تنظيم لقاءات تواصلية مع كل الفاعلين التربويين
على المستويين الإقليمي والمحلي ؛
ـ دراسة النتائج مع القيام بتشخيص لحالة التعلمات
في المواد الأساسية ؛
ـ حصر التلاميذ المتعثرين وتقديم الدعم اللازم
لهم، مع اعتماد مقاربة الدعم المؤسساتي والدعم المندمج؛
ـ تقييم أثر الدعم التربوي وبرمجة جديدة لحصص الدعم التربوي وفق الحاجة
لها.
تدخلات الحاضرين ركزت على ضرورة تكثيف الجهود
في المرحلة القادمة عبر حصر التلاميذ المتعثرين وتفييئهم لبرمجة الدعم المناسب لهم،
دون إغفال الدور الهام والمحوري الذي يلعبه مشروع المؤسسة باعتباره دعامة أساسية في
الارتقاء بالخدمات التربوية والاجتماعية للمؤسسة وبالتالي تحسين المردودية الداخلية
للمؤسسة من جهة، وباعتباره صمام الأمان للرفع من عتبات الانتقال عن طريق ارتقائه بجودة
ونجاعة التعلمات وملاءمتها لحاجات المتعلم المعرفية والتكوينية والوجدانية من جهة أخرى.
وفي الأخير ثمن المشاركون المقاربة التشاركية
والتفاعلية التي تنهجها الوزارة ومن خلالها الأكاديمية في أجرأة وتفعيل هذا التدبير،
مع التأكيد على جاهزية الفريق الجهوي والفرق الإقليمية لكسب هذا الرهان الهام في مسلسل
إصلاح المنظومة التربوية.