adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/10/21 - 6:37 م


بقلم الأستاذ حميد طولست

جُبِلت النفس البشرية على عشق السلطة والانجذاب نحو بريقها الذي يوقظ فيها رغبة الامتلاك والطمع في الاستمرار والمداومة عليها، والسعي لتحقيقها ، الأمر الذي يصبح لديه هاجسا لاشعوريا ، وطمعاً فطريا ، وهدفا قيميا وسياسيا.
ولو على حساب مضرّة غيره والتلاعب بمصيره ، كما هو حال عشق رؤساء أحزابنا للدخول للحكومة التي يلهث حزب ‘العدالة والتنمية’ لتشكيلها من احزاب لا قاسم مشترك بينها ولا تجمعها برنامج فكرية ولا قيمية ولا سياسية غير شبقية الاستوزار التي تضخمت فيهم وتزايد سعيهم نحوها ، وتنامى التنافس بتهن عليها وتوسعت آفاقه ، فظهروا في الصور التذكارية  -بما تحمله من دلالات النفاق و الإنتهازية و انعدام الضمير و التنكر للمبادئ وقلة احترام الناخبين -  الملتقطة لهم ومرافقيهم خلال اللقاءات التشاورية، وهم يحيطون بموزع المناصب الحكومية السيد بنكيران هاشين باشين متزلفين ومعلنين عن المصالحة والتصالح  والولاء له ، ناسين أو متناسين كل ما تُبودل بينهم من شتائم وسباب وقذف بأقبح النعوت كـ "بالبانضي، الهبل والعته والسفه" ، وأخطر الاتهامات التي وصلت حد الإتهام  بالاتجار في المخدرات الصلبة والخيانة العظمى المتمثلة وخدمة أجندة داعش و الموساد.
مشاهد يعجز جهابدة السياسة على تحليلها ، وتدفع بالمتتبعين للتساؤل باستغراب عن شكل الحكومة التي يمكن أن تُشكل من أحزاب مختلفة في كل شيء حد التناقض ، بل أن ما  يفرقها أمكر مما  يجمعها ،  متفرقون حول كل القضايا الشعبية وعلى رأسها قضية "صناديق التقاعد" التي أقسم الأمين العام لحزب ‘العدالة والتنمية’ على عدم التراجع عما عرفته على يده من إصلاح ، بينما أقسم الأمين العام لحزب الإستقلال بان برنامج حزبه الانتخابي ينبني في شقه الاجتماعي على اولوية مراجعة اصلاح صناديق التقاعد.
فبمن يثق المواطن المغربي ؟ سؤال يفرض الواقع السياسي البئيس طرحه على هذه الكيانات المؤقتة التي لا ندري كيف ستطبق ما تعاقدت عليه مع الناخبين خلال الحملة الانتخابية ، وهل سنسمع بأحدهم يقدم استقالته بعد أن الاستوزر إذا هو لم يستطع الإيفاء بمطلب شعبي تنموي وعد الناخبين به، ويدفع ومنصبه ثمن عجزه عن إنجازه ، أم أن كل ذلك يبقى مجرد وعود زائفة، تقدم خلال الحملات ثن يُتنكر لها مباشرة بعد أن تُحط الرحال في قبة البرلمان أو في الحكومة، وتعوض ببرامج لا علاقة لها بما تعوقد عليه مع الناخبين ؟ وهل يعتقد هؤلاء الدين لا تهمهم نظرة المغاربة للفضائح بقدر ما يهمهم تشكيل حكومة ولو بشروط قد تغضب المغاربة ، بأنهم سينجون من عقاب التاريخ ، الذي سيلاحقهم ويقض مضاجعهم أينما كانوا؟ وأختم بالمثل المغربي الدارج القائل : "طلع خزها فوق ماها ، ومقابله بالعربية : بلغ السيل الوبى..