انتهت المناظرة الانتخابية الثالثة والأخيرة
بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب،
مساء يوم أمس الأربعاء في جامعة نيفادا بمدينة لاس فيجاس، والتي أدارها الصحفي
"كريس واليس" الذي يعمل لصالح شبكة "فوكس نيوز".
وأجاب المرشحان، في القسم الأول من المناظرة،
عن أسئلة بشأن المحكمة العليا الأمريكية، وموقف المرشحين من إجازة الإجهاض في البلاد،
قبل الانتقال إلى ملفات أساسية أخرى.
- العلاقة مع روسيا
اعتبر "ترامب" أن الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين قال عنه شيئا جيدا، وأن بوتين لا يحترم كلينتون والرئيس باراك أوباما.
واتهمت "كلينتون" بدورها موسكو
بشن هجمات إلكترونية في الولايات المتحدة للتدخل في الانتخابات الأمريكية، مشيرة إلى
أن هذه هي المرة الأولى التي تجرؤ فيها موسكو على فعل ذلك.
وبدوره، اعتبر "ترامب" أن
"بوتين" كان أذكى من "كلينتون" و"أوباما" في التعامل
مع الملف السوري.
- تهم التحرش
وفي رده على اتهامات له بالتحرش الجنسي،
قال "ترامب": "إن زوجتي موجودة وأنا لم ألتقِ بتلك المرأة التي قالت
إنني تحرشت بها على الطائرة"، ونفى التحرش بأي امرأة قائلا: "أنا لا أعرف
من أين جئن"، متهما حملة "كلينتون" بتحريض النسوة على اتهامه.
ومن جانبها، قالت "كلينتون" إن
"ترامب" يسخر من المرأة ويسيء لكرامتها: "هذا هو دونالد"، مشيرة
إلى أن "ترامب قال إنه لم يتحرش بهؤلاء النسوة لأنهن لسن جذابات".
وقال ترامب: "لا يوجد رجل يحترم النساء
مثلي، وهذه التهم مصدرها حملة كلينتون".
- بريد كلينتون
وقال "ترامب" إن "كلينتون"
أتلفت 33 ألف رسالة إلكترونية حينما كانت وزيرة للخارجية، وإن "جنرالا بأربع نجوم
سيدخل السجن لأنه كذب على (إف بي آي)، وكلينتون أيضا كذبت، وستتهرب من العقاب".
وأشارت كلينتون إلى أن ترامب "دائما
يتهم الآخرين بالكذب، وينفي ما يقوم به ولا يعتذر عما يقوم به".
وقال "ترامب" إن ستة مليارات
دولار فقدت من وزارة الخارجية حينما كانت كلينتون وزيرة، وخاطبها قائلا: "أنت
تتميزين عني بالخبرة، لكن خبرة سيئة" وهو ما نفته كلينتون.
- المهاجرون غير الشرعيين
أكد "ترامب" أن الولايات المتحدة
تحتاج إلى حدود قوية، لأن المهاجرين غير الشرعيين يجلبون الجريمة والمخدرات إلى الولايات،
متهما "كلينتون" بعزمها منح العفو لهم.
وأكد "ترامب" مجددا ضرورة بناء
جدار على الحدود لوقف تهريب المخدرات إلى الأراضي الأمريكية.
فيما أكدت "كلينتون" رفضها ترحيل
المقيمين غير الشرعيين البالغ عددهم 11 مليون شخص، مشيرة إلى أنها "لا تريد تمزيق
العائلات"، وأن المهاجرين غير الشرعيين مفيدون لاقتصاد البلاد.
- الاقتصاد الأمريكي
اتهم "ترامب" منافسته "كلينتون"
بتبني خطة لرفع الضرائب على كل الشرائح الأمريكية، وأن خطته ستخفِّض الضرائب لجلب مليارات
الدولارات إلى البلاد لإنعاش الاقتصاد، مشيرا إلى مضاعفة الدين الأمريكي في عهد الرئيس
أوباما.
لكن كلينتون قالت إن الرئيس أوباما ورث
أكبر كارثة اقتصادية شهدتها البلاد تسببت بها إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن،
وأن خطتها لن تزيد الضرائب على من لا يتجاوز دخلهم 250 ألف دولار سنويا، وأن رفع الضرائب
سيستهدف الأغنياء.
- الشرق الأوسط
هاجم المرشح الجمهوري السياسة الخارجية
لإدارة باراك أوباما في الشرق الأوسط، والتي كانت منافسته هيلاري كلينتون تنفذها، قائلا
إنها جعلت إيران أقوى بشكل يستوجب الشكر من طهران.
وقال "ترامب" في المناظرة الثالثة
إن إيران تستولي على العراق وإنها ستكون المستفيد من مشاركة أمريكا في تحرير الموصل.
واعتبر أن إيران "ستبعث برسالة شكر"
إلى أوباما على هذا الأمر.
وفي المقابل، قالت كلينتون إن الولايات
المتحدة ستقضي على زعيم "داعش" أبوبكر البغدادي، كما قضت على زعيم القاعدة
أسامة بن لادن.
وبشأن الوضع في مدينة حلب السورية، قال
"ترامب" إن ما يحدث "كارثة"، منتقدا دعم الولايات المتحدة لمقاتلي
المعارضة "الذين لا نعرف هويتهم"، بحسب قوله.
واعتبر المرشح الجمهوري أن الكثير مما يحدث
في حلب هو بسبب خطأ "كلينتون"، لكنه ذكر أن إزالة "الأسد" ستكون
أسوأ بكثير من بقائه في السلطة.
وبدورها، قالت "كلينتون" إنها
تواصل الضغط من أجل إقامة منطقة لحظر الطيران في سوريا، وذكرت أنها لن تدعم زيادة قوات
أمريكية في سوريا والعراق.
وعقب انتهاء المناظرة التي تراشقا فيها
بذات الاتهامات في معظم الموضوعات، لم يتصافح المرشحان، على عكس المناظرة الثانية التي
عقدت في جامعة واشنطن بمدينة سانت لويس في ولاية ميزوري الأمريكية، حيث اكتفى مرشحا
الرئاسة، "كلينتون" و"ترامب"، بالابتسام وقول "أهلا"،
لكنهما تصافحا في النهاية.