قال السيد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد
البحري، إن الدورة التاسعة لمعرض الفرس، التي ستنظم في الفترة ما بين 11 و16 أكتوبر
القادم بالجديدة، تحتل مكانة خاصة في المشهد الاقتصادي والثقافي والرياضي المغربي.
وأكد السيد أخنوش، خلال ندوة صحفية، مساء
يوم الخميس بالدار البيضاء، أن هذه الدورة التي تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك
محمد السادس، لا تشكل فقط موعدا مهنيا واحتفاليا فحسب، بل هي أيضا فرصة لجس نبض قطاع
الفروسية الذي شهد خلال السنوات الأخيرة دينامية خاصة في إطار الاستراتجية الوطنية
لمسلك تربية الخيول.
واعتبر أن هذه الدورة، التي اختير لها شعار
"فنون الفروسية التقليدية" تكريما للجهود التي بذلها رجال ونساء على مدى
قرون وأجيال من أجل الحفاظ على التقاليد المرتبطة بالفرس، سوف تثمن هذه السنة هذه الفنون
ومن خلالها ممارسات وحرف يدوية وتراث غني ومتنوع مرتبط بهذا القطاع.
وأشار في هذا الصدد إلى الجهود الكبيرة
المبذولة من أجل تطوير استعمالات الفرس وتحسين جودة تربية الخيول، علاوة على العمل
على جعل هذا القطاع مهنيا ومهيكلا وقويا خاصة وأنه يخلق 30 ألف منصب شغل.
وأضاف الوزير أن هذه الجهود تشكل انعكاسا
لطموح التنمية الاقتصادية التي يضعها المغرب حول قطاع الخيول، مشيرا إلى أن هذا القطاع
"متجذر في تاريخ المملكة ولدى الساكنة التي حافظت بعناية على تقاليد الفرس، لتمكننا
اليوم من الافتخار بتراث يشكل مصدر اعتزاز للمغرب".
من جهته، أوضح مندوب المعرض السيد حبيب
مرزاق، أن هذه الدورة ستواصل تسليط الضوء على مجال الفروسية والمهن المرتبطة به، عبر
برنامج متكامل يجمع بين العروض الفنية والاستعراضية واللقاءات التواصلية والندوات الموضوعاتية،
فضلا عن التعريف بهذا القطاع سواء داخل أو خارج المملكة، إلى جانب ضمان استمرارية جسر
التواصل بين المعرض والجمهور.
وأبرز السيد مرزاق أن هذه الدورة تشكل مناسبة
للترويج لغنى التراث المغربي في هذا المجال، وإبراز معالمه خاصة في فنون التبوريدة،
إلى جانب التعريف بالحرف المرتبطة به، والأدوار التي يقدمها الحرفيين والمربين، وكذلك
التعريف بمزايا الخيول ذات الأصل البربري أو العربي البربري.
وتقدم الدورة التاسعة لمعرض الفرس للجديدة،
للزوار والمهنيين، برنامجا متنوعا، يتضمن مجموعة من الفقرات والأنشطة التي تهدف إلى
المساهمة في نشر ثقافة الفرس.
ويتضمن البرنامج العام للمعرض، عددا من
المسابقات، تتوزع بين كأس المربين المغاربة للخيول العربية، والمباراة الدولية لجمال
الخيول العربية الأصيلة، والبطولة الدولية للخيول البربرية، والبطولة الوطنية للخيول
العربية البربرية، فضلا عن المباراة الدولية للقفز على الحواجز، من فئتي نجمة واحدة
وثلاث نجمات، باعتبارها المحطة الثالثة من الدوري الملكي المغربي.
ويشتمل جديد هذه الدورة إدراج فنون
"التبوريدة" للمرة الأولى على شكل مسابقة بين "سربات" تمثل مختلف
جهات المملكة حيث ستتنافس على جائزة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة.
ويتضمن البرنامج، أيضا، عددا من المحاضرات
الثقافية والعلمية والندوات الموضوعاتية، فضلا عن فضاء تربوي وترفيهي مفتوح أمام الأطفال
يضم مجموعة من الفقرات التي تسعى إلى تسهيل نقل ثقافة الفرس إلى الزوار من الناشئين،
إلى جانب أمسيات عروض الفروسية تقدمها فرق من داخل وخارج المملكة، وإقامة مسابقة خاصة
بالفرس من فئة "البوني" ومسابقات فنية أخرى مخصصة لناشئين ممثلين لعدة عمالات
من المملكة.
يذكر أن جمعية معرض الفرس للجديدة تأسست
سنة 2008، وهي جمعية ذات منفعة عامة بمقتضى ظهير سامي، تهدف إلى تنظيم معرض الفرس والعمل
على إحداث قنوات للتعاون المشترك، والتواصل مع هيآت من القطاعين العمومي والخاص والمجتمع
المدني، إضافة إلى تشجيع كل الأنشطة التي تهتم بتأهيل الفرس وإبراز مساهمته في التنمية
الاقتصادية والاجتماعية.
(ومع)