أوضح القاضي عادل فتحي، أنه تفصلنا أيام
معدودة على تنظيم قمة المهاجرين والاجئين بالأمم المتحدة، وبعدها الاحتفاء باليوم العالمي
للسلام، الذي يكتسي أهمية بالغة لدى جميع الشعوب والأمم التي تؤمن بمبادئ الأمم المتحدة،
والذي يوجد على رأسها تحقيق الامن والسلم الدوليين.
وأضاف القاضي عادل، أنه إذا كانت قضية المهاجرين
والاجئين تشكل عنوانا بارزا، تعكس إلى حد ما فشل الأمم المتحدةفي تحقيق أهدافها النبيلة
والسامية، سيما وأن المجتمع الدولي خلال هذا الشهر احتفي بشكل محتشم باليوم العالمي
للوقاية من الانتحار، الذي يأخذ أشكال متعددة ومتنوعة، كما هو الشأن لقوارب الموت وظاهرة
احراق الذات وظاهرة استعمال واستهلاك المخدرات الصلبة والقوية، ومايزكي هذا الطرح قضية
زكرياء ذو الأصول الصومالية والنرويجية، الذي تورط مؤخرا بلندن في جريمة قتل إمرأة
أمريكية، وجرح أربعة آخرين من جنسيات مختلفة، تعود إلى اضطرابات عقلية ربما ناتجة عن
معانات الهجرة، علما أن المعني بالأمر قد غادر دولة النرويج رفقة أعضاء أسرته إلى لندن
في سن الرابعة إلى أن ارتكب جريمته الشنعاء ضدأبرياء وهو في سن التاسعة عشر من عمره.
وأشار فتحي، أن الأمر لم يقف عند هذا الحد،
بل تفجرت قضايا أخرى أبطالها مهاجرين وعلى رأسها قضية البرلماني "فاز كيث"
عن حزب العمال ببريطانيا ذو الأصول الهندية، والذي شغل مناصب كبرى ببريطانيا إلى أن
تورط مؤخرا في قضية دعارة الرجال، واستهلاك المخدرات القوية مع أشخاص من أوروبا الشرقية،
مما يطرح سؤال عريض حول مدى استغلال المهاجرين والاجئين من طرف المهاجرين والاجئين،
مما يجعل حماية حقوقهم مسألة جد معقدة ومركبة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار سوابق
"فاز كيث" التي تم غض البصر عنها، إلى جانب نفسيته التي ربما تأثرت بانتحار
والده وهو في سن الرابعة عشر من عمره، و بالتالي تظل بريطانيا أول من يدق ناقوس الخطر
الذي يهدد الإنسانية بصفة عامة .
وأكد الأستاذ، عادل أن الحاجة إلى الأمم
المتحدة أضحت ضررورية، لتاسيس أسرة كونية متضامنة قادرة على الحد من معانات المهاجرين
والاجئين والحد من بعض جرائمهم، التي يصعب تفكيكها في بعض الأحيان، نظرا لتداخل الأسباب
والدوافع، وأن التنمية المستدامة هي وحدها الكفيلة بالوقاية من
الآفات والظواهر السلبية، التي تهدد جميع
الأمم والشعوب التي عليها أن تدعم قاعدة لا للينكسيت (no to unexit)، شدد عادل فتحي.