adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/09/01 - 10:59 م



رغم الشعارات الرنانة التي تصدح بها حناجر جل القيادات الحزبية المغربية ، اليمينية منها واليسارية وحتى ذات المرجعية الإسلامية ، حول العدالة و الشفافية و النزاهة و تكافؤ الفرص في الترشح للإنتخابات البرلمانية ، فإن أسماء وكلاء اللوائح للكثير من الأحزاب ،  لتفضح تجذر منطق القبيلة والعشائرية ،  وتمكن القرابة والزبونية في مسار توزيع المقاعد على الأهل والأبناء والأصهار والأقارب ، حيث لم تستط الأحزاب –رغم التجارب السابقة-أن تتخلص من الريع البرلماني الذي أصبح بقدرة قادر حلالاً ومطلوباً بشغف كبير في كل الأحزاب ، حيت تصدر قوائمها الإنتخابية عدد من أهل أكابر الأحزاب وأبناء قادتها وأقرباء مسؤوليها ومقربي سياسييها ، فأضحى ترشيح "الذوات" بناء على حجم عائلاتهم ووضعية أقربائهم في صدارة القوائم ، ضدا عن الكفاءات الشابة التي يزخر بها الوطن والتي لا ترى الا التهميش والإقصاء و"تخراج الحلق" بالصراخ والعويل خلال الحملات الانتخابية كنصيب للمناضلين الصادقين الذين لا ظهر يسندهم

لقد صرنا نسمع ونشاهد - في خضم الإستعداد للمعركة الإنتخابية الطاحنة - تصرفات أقل ما يقال عنها أنها لا تمت لما تدعيه تلك الأحزاب من عدالة وشفافية ونزاهة وتكافؤ الفرص ، لا من قريب ولا بعيد ، أفقد أمل المصداقيه في كافة الوجوه المتصدر للوائح التي باتت تشكل في حد ذاتها مشكال وليس الحلول.
يجب أن يعلم القارئ الكريم ، أنني لا أروم بمكتوبي هذا الانتقاص من قدر أي من المرشحين، ولا أنكر وطنية ومصداقية الكثير ممن وردت أسماؤهم في القوائم الانتخابية لكل الأحزاب، ليقيني أن الوطنية ليست حكرا على أحد ، لكن قلقي وقلق الكثيرين مثلي ، يرجع إلى اعتمادها معيار جل الأحزاب القرابة والعشائرية في الترشيح ، لإعلاء مصالحها الحزبية ومصالح قياداتها على المصلحة الوطنية ، الذي يهمش المناضلين الحقيقيين أصحاب التاريخ الوطني ، فيصبحوا بذلك منبوذين داخل أحزابهم وفي وطنهم ، الأمر الذي يشكل ظاهرة خطيرة تدفعنا للتحذير من المآل الذي تسير إليه الانتخابات ، خاصة إذا علمنا أن الأحزاب لم تعد يقتصر تسابقها الاستقطابي المحموم على إستهداف أغنياء البلاد بهدف ضمان مقاعد بالمؤسسة التشريعية اعتمادا على شراء الأصوات ، بل أصبحنا نسمع ونرى استماتتها في البحث عن السلفيين  لتنزيلهم صدارة لوائحها الانتخابية ، كما هو حال حزب العدالة والتنمية الذي جعل الداعية السلفي المعروف حماد القباج وكيلا لائحته بدائرة جليز النخيل بمراكش،  وتبعه في ذلك حزب الإستقلال وغيرهما ، دون أن توائم وتوازن في الاختيار الذي يجمع بين الحزبية والوطنية والمهنية والأهلية ، مفضلة المصلحة الذاتية على المصلحة الوطنية ، و التناحرات والسياسية والأيديولوجية  فوق كل شيء .
ربما يمكن أن نتفهم خوف تلك الأحزاب من تقديم أسماء حزبية فاقعة في انتمائها الحزبي يعود لأنها غير متأكدة من شعبيتها في المنطقة التي تحكمها ، -وهو اعتراف منها بتراجع شعبيتها- سيجعل تمثيلة المغاربة في البرلمان القادم متقاسمة بين السلفيين وأصحاب الشكارة ، لينشر الفريق الأول فكره الإخواني والمذاهب المشرقية المتطرفة المستوردة ، ويحقق الفريق الثاني أغراضه اللبرالية  ، وكلاهما يهدف لمصلحته الخاصة ، التي يصدق فيها ما قال فيها الأديب عبد الرحمان الغندور في مقالته الساخرة المعنونه بـ "ســخــريــة ســـوداء" بدأت الغزوات بين أمة الــنـَّـاهبين، لاقتسام أمَّـة الــمـَـنـْـهـُـوبـِـيــن
....كل منهم يقصف بما أوتي من عتاد التجهيل و التضبيع و الاستحمار و الاستبلاد لـِيـُـوهـِـمَ أمة المسروقين و الـمغـفـلـيـن بأنه المنقد من الضلال...
لكن ثم لكن....
كلهم ينطبق عليهم هذا الحديث المروي عن الشيخ الملعون الغندور أبو صابر عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن سعيد بن ابراهيم أخــزاه الله حيث قال:
حدثنا الأبـخـس بن العبد، عن المتلوف بن أبي شـَفـَّـار، عن الغول بن غنيمة، عن البطن بن الأجوف عن أبيه أكول بن وكال، عن أخيه جوعان بن لهطة قال :
سألْـنا زعيمنا عن المصلحة الشخصية في مغازينا، و نحن نتأهب لغزوة أكتوبر الكبرى ...
تفرس سيدنا فينا و انتفخت أوداجه...جحظت عيناه و جلجل صوته و قال :المصلحة يا أحبابي هي المركز الجاذب، و العقل الناصِب، و هي القِـبْـلَـة التي نصلي اتجاهها في خشوع، والملة و العقيدة في السجود و الركوع...و هي أساس الأمومة و الأبوة و الأخوة و العمومة...من أجلها نحالف و من أجلها نخاصم، من أجلها نعادي و من أجلها نعتدي...
المصلحة يا خلاني...باب من دخله أضحى في هذه الدار موجودا، و من تـَجـَنـَّبـهُ كان في الدارين مفقودا...مثل مزلوط اليهود لا دنيا له و لا آخرة.
لا يومن أحدكم حتى يحب مصلحته حبا جما... و يأكل حقوق الناس أكلا لــَمـّـاً...كما يؤكد سيدنا توماس بن هوبز رضي الله عنه و أرضاه، " إن لم تكن ذئبا تأكلك الذئاب ".
فأحبوا مصلحتكم رعاكم الله لتضمنوا دنياكم ففيها معاشكم و محياكم...و تقاتلوا و تناحروا من أجلها...فإني مفاخر بكم في الصناديق يوم الإقتراع .