adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/07/25 - 11:40 م



بقلم الأستاذ حميد طولست
من الطبيعي أن يرفض الإنسان السوي المؤمن بمبادئ الديمقراطية، منطق الانقلابات العسكرية مهما كانت مبرراته ، لكنه لن يقبل بالمقابل أن يمنعه ذلك الرفض المسبق للاحتكام الى القوة المسلحة والمواجهات الدامية كوسيلة لحسم التقاطعات السياسية أو للاستيلاء على السلطة ، من تحديد موقفه من الأحداث التي تقع أمامه ، كالمحاولة الانقلابية التي حصلت في تركيا ، أو يطرح حولها علامات الاستفهام إزاء ما يكتنف بعض فصولها ، والشكوك التي طرزت بعض جوانب أحداثها ، ويطلق العنان للاستنتاجات والفرضيات المحايدة حول اسبابها وحيتياتها واهدافها ، كفرضية : كون الإنقلاب كان موجا من الغرب إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،  التي لا يرضى لها أعداء الله أن تتمتع باستقلاليتها الحقيقية وأن تنهض من تخلفها وجهلها ، وليفرض عليها قيادة خائنة ، تضمن له حقوقه على حساب حقوقها وتؤتمر بأمره وتتسلط على شعوبها ، أو كفرضية أن الانقلاب كان من تدبير النظام الحاكم نفسه ، و بتنسيق مع استخبارات بلده ، بهدف إقرار قوانين جديدة ، وإحداث تغييرات جدرية في نظام الحكم ، لتثبيته و الزيادة في نفوذه وقوته  وشعبيته ، وللرفع من نسبة التعاطف معه ،  الذي يتمكنه من التخلص من خصومه السياسيين بالعنف وعدم الاحتكام إلى الديمقراطية الذي لا يستطيع الإقدام عليه في الظروف العادية من غير محاولة الانقلاب ، وغير ذلك من الفرضيات والتكهنات التي أترك أمرها للمحللين السياسيين المحنكين الذين ينطلقون في تحليلاتهم من المعطيات المادية المتوفرة لديهم -والغائبة على الكثيرين مثلي - والتي يخضعونها لآلياتهم العقلية للوصول للاستنتاجات المنطقية الحقيقية ، وأكتفي أنا هنا بتتبع آثار مجريات محاولة الانقلاب الفاشلة هته على الأجواء السياسية بالمغرب ، وما أفرزته من تداعيات سلبية ، ناتجة عن تفاعلات وردود أفعال انفعالية ومواقف متناقضة وغريبة صادرة عن بعض القيادات الحزبية، والتي تحكمت في غالبيتها الانطباعات العاطفية التي كانت في مجملها بلا حكمة وبلا سياسة ، والتي تمثلت في التصريحات التي عبر عنها الحزب الاسلامي الحاكم الذي هرولت قياداته الى اعلان "الولاء" الاعمى لـ"أردوغان" ، وتجنيد العديد من أصوات مناضليه، لإسقاط تبعات ونتائج ما جرى ويجري في تركيا على المغرب، ومقارنة الوضع التركي بالوضع السياسي المغربي ، والإدعاء بأن الانتخابات التشريعية القادمة هي بمثابة محطة تركية !! وأن الدبابات التركية يوازيها رمز أحد الأحزاب بالمغرب !! وغيرها من الصفاقات والحماقات التي وصلت في بعضها إلى حد مطالبة أحد وزراء الحزب بمراقبة وتتبع التدوينات والمواقف المعبرة عن ما جرى في تركيا ، التصرف الذي فضح ما يستبطن الوزير وحزبه من خلفية ارهابية تحريضية خطيرة يُعاقب عليها القانون ، والتي ألهمت بعض أتباعه للدعوة وبوقاحة لم يسبق لها مثيل ، إلى قتل كل من يُعارض حزبه وفصل رأسه عن جسدة وتعليقها في الساحات على الطريقة الداعشية ، كما جاء ذلك في تدوينة أحد أعضاء شبيبة "العدالة والتنمية" ، الحزب الذي استغل جزء كبير من قادته وصحفييه وفاعليه السياسيين قضية الانقلاب الفاشل للدفاعهم المستميت عن سياسة حبيبهم رجب طيب أردوغان ، واستخدامه كفزاعة ضد خصومهم بالداخل ، ظنا منهم أن ما حصل في تركيا ، والذي أُعتبروه انتصارا لحزب "العدالة والتنمية" التركي، سينعكس أوتوماتيكيا على حزب "العدالة والتنمية" المغربي ، كما علق على ذلك الإعلامي الشهير، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب "الإستقلال" سابقا، خالد الجامعي فاضحا تحريف هذه الجماعة  للنقاش العمومي في اتجاه ما  يسيئ بشكل خطير لقواعد وأسس العملية السياسية برمتها، ويشكك في اختيارات البلاد الديمقراطية وشرعية مؤسساتها ، ويهدد الدولة ويقايض استقرارها مقابل بقاءه في الحكم.
وبعدما كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، عما يفيد بأن الملك محمد السادس، غاضب من تصرفات و تصريحات رئيس حكومته بنكيران، داخل الحزب الذي يقود الحكومة، سرعان ما تراجع عن هيجانه العاطفي وتصريحاته المتسرعة التي لم تحترم الأسس الدستورية والمؤسساتية القائمة ملتجأ كعادته لترطيب الأجواء بـإفتعال قضيى ما "أسماه بالدسائس’ التي تُحاك له مع الملك ، التي ناقشها يوم الجمعة مع بعض من وزراء حزبه دون ‘الرباح’ الذي يتهمه بالطعن من الخلف طمعا في رئاسة الحزب ، إلى جانب تصنعه القلق من الاعتقالات التي يقودها أردوشها ان في صفوف معارضيه الأتراك..