adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/06/23 - 3:24 ص



بقلم الأستاذ حميد طولست
كثيرا ما ينسى الدعاة والشيوخ ، أو يتناسون أن المايكروفون الذي يدعون عبره على الكفار بالشريد والتشتيت، والهلاك والمحو من الوجود، ، ويتبتلون خلاله إلى الله عز وجل أن ينتقم منهم شر انتقام ، هو من صنع اليابانيين الكفرة الملاحدة ،  الذين لا تعرف بلادهم لا الفقر الذي تعيشه بلادهم ، ولا الجهل الذي يغرف فيه عالمهم ، ولا الفساد الذي يعم مؤسساتهم ، ولا الطائفية التي تنتشر بينهم ، ولا التكفير ولا التقتيل الذي تتجرع شعوبهم ويلاته ، ولم تسجل بلادهم الكافرة إلا جريمتي قتل فقط في عام2014 ، دون أن اللجوء للحدود والشرائع الدينية للتقليل من نسبة الجريمة بها ، ودون اضطرارهم إلى تخويف اليابانيين بنار جهنم كعقاب ، أو إغرائهم بالجنة - التي يوزع شيوخ وفقهاء الدين صكوكها كمكافأة للأتباع والمريدين – كثواب ، ودون أن يرجعوا سبب تخلف الشعوب وتقهقرها  ، إلى إبتعادها عن الدين ، ولكن لإيمانهم القاطع بأن التقدم والتحضر في الإلتزام بالأخلاق ، التي جعلتها كل الديانات السماوية ، صلب تعاليمها لتي تحث على بناء الإنسان ، الأساس في بقاء الدول وتفوقها وغلبتها وتغلبها على أعداء الحقيقة بمختلف تسمياتهم ، كهنة كانوا أم شيوخا أو رجال دين ، الذين يلبسون لباس الاسلام لتدمير الإنسان باسم الله ومن أجله ،
و تحضرني بالمناسبة قصة بناء سور الصين العظيم الذي اعتقد الصينيون القدامي بأنه لا سيحميه من العدو لشدة علوه وشعوبة تسلقه ، لكنهم تعرضوا للغزو ثلاث مرات ، خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور! وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحراس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب ، وذلك لأن الصينيين انشغلوا ، ببناء سورهم العظيم لسنوات طويلة ، ونسوا بناء الحراس .. ! فبناء الإنسان أهم ويأتي قبل بناء أي شيء ، الأمر الذي فطنت إليه الكثير من البلدان المتقدمة ، فاهتمت بتعليم أجيالها ، كما فعلت اليابان التي قال إمبراطورها عندما سئل عن سر تقدم بلاده الكبير الذي شهدته اليابان في مختلف جوانب الحياة: «لقد بدأنا من حيث انتهى الآخرون وتعلمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير»
من هنا تتوضح خطورة ، وتصويره له كدين يدعوا الى الجهل والظلام ، دين هدفه ذبح الانسان واخماد كل نقطة نور في الحياة .