adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/06/15 - 3:29 م


تحل يوم غد الخميس (عاشر رمضان) ذكرى وفاة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، وهي مناسبة يستحضر من خلالها المغاربة ما قدمه الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، وخصوصا كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.
وكان جلالة المغفور له محمد الخامس أسلم الروح إلى باريها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق ل26 فبراير 1961) بعد سنوات قليلة من تخليص الوطن من ربقة الاستعمار وتحقيق استقلال المملكة.
وقد سجل جلالة المغفور له محمد الخامس، رحمه الله، صفحات في سجل البطولة والتضحية والمقاومة، وكان رمزا للسيادة الوطنية، وقائدا للحركة الوطنية التي ارتبطت به، منذ مطلع عقد الثلاثينيات، واندمجت مع جلالته، رحمة الله عليه، في معركة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، ثم في المعارك السياسية التي شهدها المغرب في مطلع عقد الخمسينيات وخصوصا عند كل تصعيد استعماري إلى أن نال المغرب استقلاله.
وطوال مسيرة كفاحه ضد الاستعمار، كان جلالة المغفور له محمد الخامس يؤدي واجبه بتشاور دائم مع الحركة الوطنية، معبرا بذلك عن حرص ثابت على تدعيم ورص صفوف مختلف مكونات المقاومة، وذلك من منطلق الوعي بأن التحرير واستعادة السيادة رهين بالعمل الجماعي والمنسق، القائم على أساس التشبث بالإيمان وتحسيس وتعبئة الشعب المغربي.
وبفضل هذه الجهود الدؤوبة تم خوض المعركة السياسية، التي آتت أكلها بفضل المواقف البطولية لأب الأمة، الذي قرر مواجهة الأمر الواقع المفروض من طرف السلطات الاستعمارية، التي بلغت ذروة سطوتها من خلال التآمر ضد الشرعية التي يجسدها العرش، وذلك عندما قرر المحتل الغاشم إجبار عاهل البلاد وعائلته الكريمة على تكبد قساوة المنفى.
وقد خابت خطوة المستعمر هذه بفعل المقاومة التي أبان عنها جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، والشعب المغربي خلال هذه المحنة. فبفضل تجند الشعب المغربي من أجل عودة الملك الشرعي ورمز السيادة الوطنية من المنفى، أحبطت المؤامرة وعاد الملك المجاهد إلى بلاده، حاملا بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية.
وذاع صيت جلالة المغفور له محمد الخامس كبطل للتحرير ورمز لمقاومة المستعمر، ما جعله زعيما إفريقيا استلهمت منه شعوب القارة السمراء تجربته في كفاحها المرير ضد الاستعمار والعنصرية وتحقيق الوحدة والاستقلال وضمان كرامة الشعوب وبالتالي استتباب السلم في العالم.
وبعدما انتقل أب الأمة إلى جوار ربه، واصل رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، قدس الله روحه، ترسيخ هذه المكتسبات من خلال الالتزام بتنفيذ ورش تنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا. ووفق نفس الرؤية السديدة، انكب وارث سره صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على مواصلة تفعيل وتدعيم هذا المسار النير، عبر وضع المغرب في سياق مرحلة جديدة، مرحلة الحداثة والتنمية.
(ومع)