adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/05/16 - 10:43 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
رئيس الحكومة ووزيره في التشغيل ، وسيارتي "أونو"و"داسيا" نموذجا.
لا شك أن خرجة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ، التي انتقد فيها المطالبين بتخصيص سيارات عادية لوزرائه بدل سيارات مرسيديس الفاخرة التي يمتطيها رجال الأعمال ، مسائلا الطلبة المهندسين خلال اللقاء التواصلي الذي جمعه بهم يوم السبت 7 ماي الجاري في المدرسة العليا للنسيج بالدار البيضاء ، قائلا: " واش نتوما كتصورو معايا وزير يركب فداسايا و رجل الأعمال يمشي فمرسيديس؟. تذكرني والكثير من متتبعي خطابات للسيد رئيس الحكومة ووزرائه ، بخرجة مشابهة سبق لعبد السلام الصديقي، وزير التشغيل في حكومة بنكيران، والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية وصاحب التصريح المهين للمغاربة :"كنسرح بنادم لا يتوضر ليا...- أن أطلقها خلال تدخله بالبرلمان أثناء جلسة الأسئلة الشفوية للأسبوع الثالث من يونيو لسنة 2008 أيام كان قياديا في حزب جبهة القوى الديمقراطية، على عهد الراحل التهامي الخياري ؛ والتي لازلت أذكر جيدا أني سررت ، لما علمت أن أحد نواب الأمة عن حزب اشتراكي، سيتقدم بسؤال لوزير النقل حول ما يشغل الناس من مشاكل مع النقل ، فتخيلت ، كما غيري ،  الكثير من الافكار والاقتراحات التي يمكن أن يطرحها أي ممثل حقيقي للأمة لحل إشكالية النقل ؟ وتصورت أنه سيقترح على الوزارة حلولا ناجعة لتحسين تدبير وكالات النقل العمومي وتغيير ما هو قائم بها ؟ لكن المفاجأة كانت قوية، والصدمة كانت أعنف عندما سمعت السيد النائب يرعد ويزبد مدافعا عن حرمان فئة الموظفين-المهندسون- من السيارات الفخمة للقيام بواجبهم ، حيث اعتبر السيد النائب أن تخصيص سيارات من نوع "أونو" لا تليق بمستواهم ، وأن ذلك ظلم و غبن في حق هذه النوعية المتميزة من الموظفين...وأن سيارة الـ"أونو" لا تُظهر حقيقة مقدراتهم وتميزهم ، تماما كما فعل اليوم رئيسه في الحكومة مع سيارة "داسيا" التي تحامل عليها معتبرا أنها ليست في مستوى وزرائه ، رغم أنها سيارة يتمنى السواد الأعظم من المغاربة امتلاكها إتقاء لبهدلة وسائل النقل الخاص والعمومي، والذي ، ربما نسي رئيس الحكومة ووزيره  ....(مكابداتهما) معها قبل أن يصبحا  من علية القوم ، كما نسيا أو تناسيا أن كلا سيارتين "داسيا" تساهم في الدفع بالاقتصاد الوطني نحو آفاق جديدة، كما فعلت بالأمس "أونو" التي وصل حجم مبيعاتها حسب احصائيات شتنبر 2001 بلغ 11427 سيارة . وما زاد من استغرابي، هو كيف قارن كل من رئيس الحكومة والوزير ، قيمة العمل وإتقانه بنوعية السيارة ؟؟ فقد أساءا ، من حيث لا يشعران،  بالفئة التي استهدفا الدفاع عنها .
ومن باب "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" لابأس من أن أذكر السيد رئيس الحكومة ، كما ذكرت السيد الوزير في وقت سابق ، بأن الوزراء والموظفين السامين والمسؤولين العموميين والرؤساء والمسؤولين الجماعيين والمنتخبين بها وبالبرلمان ، يتنقلون في المغرب عبر سيارات الدولة من ارقى الماركات ، من سيارات رباعية الدفع وأخرى فاخرة تقدر قيمتها بالملايين، والتي تشكل أسطولا خياليا يبتلع 200 مليون درهم من الميزانية العمومية كنفقة لاقتناء وكراء سيارات الدولة ، وملياري درهم سنويا من دعم صندوق المقاصة للمحروقات، إلى جانب ملايين الدراهم التي تذهب لشراء قطع الغيار وتكاليف الإصلاح، وفق تقرير سابق للمجلس الأعلى للحسابات.
في الوقت الذي نجد فيه أن عددا غفيرا من رؤساء الدول الغربية ووزراء حكوماتها ومسؤوليها يستعملون وسائل نقل عمومية أو سيارات عادية أو دراجات هوائية للتنقل إلى مقرات عملهم، فهل أنقص ركوب الحافلات العمومية أو السيارات العادية أو الدراجات الهوائية من قيمة هذا الرئيس أو ذاك ؟؟ لا وألف لا : فكيف بالله عليكم تنقص سيارة "داسيا "و"أونو"من قيمة مستعمليها ومن جودة أدائهم ومردوديتهم ؟؟؟                        
إننا هنا لا نطالب السيد رئيس الحكومة ووزرائه بركوب الدراجات لأننا نعلم أن أكثريتهم بلغ من العمر عتيا ، ولكن نطالبهم بالحفاظ على أموال الشعب التي أأتمنوا عليها ، كما فعل يوما الرئيس ""ليفيفي موانا واسا""-ولا شك أنهما يعرفانه ، فهو رئيس زامبيا في ذلك الوقت- لما قرر التقليص من العجز المالي الذي تعاني منه بلاده ، شارك بنفسه في إنجاح العملية وركب الحافلات العمومية مع الناس عوض سيارة المرسديس الفارهة التابعة للإدارة ، ثم سارع الى حث وزرائه بإتخاد نفس النهج ؛ فهل يفعل رئيس حكومتنا ذلك ، وخاصة أنه سبق وأن أعلن عن إصدار منشور يحظر على الموظفين العموميين استعمال سيارات الدولة لأغراض شخصية أو خلال أيام نهاية الأسبوع، وهو الإجراء الذي لم يطبق لحد الآن.