بقلم الأستاذ حميد طولست
حقوق الإنسان وحرياته مبدأ أساسي من مبادئ
المواطنة ، تكفلها القوانين الدولية ، وتقف ومواثيقها سدا منيعا ضد مخالفتها، أو محاولة
استهدافها ، وخاصة منها القانون الدولي لحقوق الإنسان ، التي تضمنها الأمم التي تحترم
نفسها ومواطنيها ، وترفض انتهاكها ومصادرتها ، من طرف أي جماعة وباسم أي أيدلوجية ،
ومن بين تلك الحقوق والحريات "حق التظاهر" السلمي طبعا، للتعبير عن الرأي
لإيصاله إلى المسؤولين ، الحق المصون والمحمي بالقوانين الدولية ، الحق الذي إذا ما
حدث وقصرت جهة ما في إحقاقه ، أو خالفت بخصوصه النظم العامة والوقوانين الدولية ، واستهدفت
ممارسيه ، ومستعمليه كوسيلة لتبليغ مظلوميتهم وهمومهم إلى الجهات المسؤولة ، لترفع
الظلم عن المظلوم، بالعنف والإيذاء أو الانتقاص
أو الحد منه ، وجبت محاسبة المقصرين ، وخاصة إذا كانت التظاهرات سلمية ومراعية لظروف
وقوانين البلد التي تتم فيها، وملتزمة بها ، ومحافظة على ممتلكاتها العامة والخاصة
، لئلا يتحول الأمر إلى كره للدولة من قبل المواطنين .
التظاهر إذن حق ووسيلة يلجأ إليها أي فرد
أو جماعة للإعلان عن مطالبها ، ولفت انتباه
ونظر المسؤولين - لإجحاف معين لحق بها -على أعلى مستوى ، خاصة عند ما لا يتحقق التوافق ، وتعطل لغة الحوار بين الطرفين ،
الأمر الذي لا يعطي لأي كان الحق في منعه ، كحق من الحقوق العامة ، وواحد من المفاهيم
المعبرة عن حرية الرأي ، إلا في حالة كان التظاهر أداة لتهديد أمن واستقرار البلاد
، وإعاقة بناء الوطن وتخريب أملاكه العامة والخاصة ، فهنا فقط يمكن منعها ، والدعوة
فوراً إلى فضها ، والوقوف بوجهها بالقوة إن استمرت في غيها ، وملاحقة جميع الفاعلين
وسوقهم للعدالة ، لكن المنع من أجل المنع ، فذاك أمر غير ديمقراطي ، كما يقول الأستاذ
زيان وزير حقوق الإنسان السابق ..