بقلم الأستاذة آمال السقاط الضخامة
الى اين تمخر بنا انسانية سفينتنا,في تجاذب
وانجذاب هذه الرياح الهوجاء , ورقصات شطحاتها الثملة ,وجذبتها المجنونة الحمقاء,لنتجرع
نحن من نديم جليد, وجلد حضن ,في ساعة ضالة عاصية ,متمردة حتى على نفسها ,المنفصمة الشمطاء.,كل
هذا التعب والعناء؟ هلا اخبرتني بالله عليك ايتها العملاقة ,الى اين يتجه بنا شراعك
هذه المرة ,بعد ان اشتبكت حباله ,كما تشتبك خيوط لعبة رخيصة ,وهذه السنتنا ,تكاد تكون
خرساء ,حيث لا جدوى من الكلام ., وانت تستمع خطابات هنا,وخطابات هناك بكلمات جوفاء.,ولغةخشب
عقيمة بتراء.,مرة بحجة الزمن, واخرى بحجة المكان , زعما منهم, انها تخدم مصلحة الانسان
,بل وتخدم مصلحة الانسانية,والبشرية المنسية,التي تسكن,وتعيش في قبو كهوف مظلمة ,نائية
غبراء,.على الهامش في خفاء ,.مترجية الستر فقط ,والعيش بكرامة, دون ذل او هوان او عناء
.,دون تحقير او تبخيس او منة من احد,او شفقة متوجة بابتسامة استعلاء ورياء.
يا ليلة في سفينة انسانيتنا, والتي اضحت
وباتت صماء خرساء .,ابتدات وابت ابدا الانتهاء.,هذه مقادفنا قد كلت وتعبت, مكرهة ,ورغما
عنها عزمت ان تواصل الابحار ,ناشدة البقاء ,املة فقط, النجاة والامن ,والحياة الكريمة
والنور والضياء,ايا ليلتنا الليلاء, متى يهلل فجرك,ليشرق بساعة الحب والنقاء والطهر
والصفاء.,متى ياتي ويطول, ليطول اللقاء , وننعم بعذوبته وحلاوة دفئه, ونشوته وبهجة
ربيعه في رونقه ,ويغمرنا بعنفوان رقته ,وجمال صفائه.,فيغرد نشوانا , انشودة الانسانية
الخالدة المعمرة ,لحن السلم والسلام, لحن التسامح والتعايش والود والاخاء.,فنقوم نحن
, بواجبنا نحن اتجاهك اخي الانسان, بكل احترام وتقدير وسخاء.,فقد علمتني الحياة ,ان
التاريخ يبدا من مرحلة الواجبات المتواضعة ,في ابسط معنى للكلمة ,.الواجبات الخاصة
بكل يوم ,بكل ساعة, بكل دقيقة,بالاخلاص والعمل والتسامح لنحقق معا ,الطموح والامل
,ونوفي العطاء,ونجزل الشكر والثناء., وزدعن هذا ,ذاك, ودون انصهار او انبهار الاعتراف
بالاخر مع الايمان بالتعدد والاختلاف, فهو عنوان الغنى والثراء,لامجاد الامم والشعوب
,واساس الاستمرارية والبقاء.
علمتني الحياة,انه ليس بكلمات جوفاء ولا
شعارات كاذبة خرقاء ممن يعطلون بها التاريخ ,بدعوى انهم يريدون الاصلاح والنماء والبناء
وينتظرون الساعات الخطيرة الملهمة, والمعجزات الكبيرة الحالمة .,لنصدم بعد حين بدل
الصدمة الواحدة صدمات مؤلمة, عميقة غوراء. عجبي ماذا ينتظرون ؟بل واكثر وامر, ماذايريدون
صنعه,؟وما عساهم يبدعون ,ومما من الفراغ اوالخواء .,ام من انحراف فك,ر وانسانية لا
ترحم بعضها,جوفاء.
اين نحن من تلك التي كانت بالامس القريب؟
,. انسانية منعشة ارجة فيحاء.,تلك التي عم نداها, وطهر رحبها ,عبيرها,عنبرها,البروالبحر
ورحابة السماء.,بل الكون والوجود والفضاء. ماذا اقترفنا من اثام مضللة ظالمة في حق
انفسنا, وحق ابنائنا ,لتلوث ايادينا البيضاء,شئنا ذلك ام ابينا ,اقتربنا منه او ابتعدنا
, لتؤبد انسانيتنا بنفايات حضارة ,زعموا افكا انها حضارة عز, ومعرفة, وعلم,وترف,ورخاء؟ما
الذي جفف ينابيع قلوبنا من الرحمة لتقسوحتى على حالها, وتجفل لتجف كل هذا الجفاء.,؟ما
الذي اعمى بصائرنا لتعمى بصيرتنا وتغيب ضمائرنا فترسو شط العبت والتيه , والفوضى والعتمة
العمياء,.؟بل من الذي اجرف بعقولنا الى السفح , لتنحرف وتنجرف دون وعي منها , بعد ان
كانت في القمة., بل وتهوي مطاطاة الراس ,منهكة القوى, فاقدة العزيمة ,مسلوبة الارادة
,الى ساحة السذاجة والغفلة والابادة , والى وادي الدماء؟؟؟,,,, هنا اطفال ,تئن وجعا
من الحرب والدمار ,والم اليتم والجوع والمرض,. ذنبهم الوحيد انهم اطفال ابرياء,.واخرون
هناك استغلوا بابشع الطرق ,فقط لانهم اطفال فقراء.,وهنالك,ضعيفات ,لا حول لهن ولا قوة
,يتجرعن من مرارة العيش كل يوم الوانا ,ومن التبخيس والقهر عنوانا,وكذا الدونية والاقصاء,.واخريات
هنالك ,هنالك بعن في سوق النخاسة ,بمنطق جاهلية جهلاء,كاتفه سلعة فقط لانهن نساء.,وفي
عصر زعموا فيه الدفاع عن حقوق المراة وتحررها , متناسين كل هذا الوباء.,بينما فئة منهن
,اهن, ليجدن انفسهن ,يعشن مكرهات امام صراع مع ابناء هذا الجيل العاصي المتمرد حتى
على نفسه,الفاقد لهويته, بل ولاي انتماء ,منفصم الشخصية يعيش دون هدف اوبوصلة اهتداء,
تائها,لاهتا , باحثا ,في دوامة افكاره المتدبدبة المترنحة بين اخذوعطاء ,يبن حضور والغاء,بل
و بين وجود وفناء .,حيث انقلبت الادوار هذه المرة ,وازيح الستار, ستار التربية والاخلاق
والحياء .,واختزلت الوظائف, حيث تغيرت خيوط اللعبة بين الابناء والاباء.
الى اين تاخذيننا يا سفينة ,.قد سئماالابحار
في خطابات بتراء,سئمنا الغوص في كلمات جوفاء,سئمنا الخوض في لغة التسويف والخشب,حتى
صار تعبنا يشكو التعب ,من طول الانتظار,ومن قسوة السير حافيي الاقدام وفي الرمضاء,.
او وسط خضم بحر تلاطمنا ـ كما تفعل بالصخور- امواجه الشمطاء,لتلسعنا بحرارتها تارة,
او لتبللنا تارة اخرى بنار الجليد ,لتعاود التعذيب ,ولنتجرع نحن من جديد, وككل مرة
العناء تلو العناء.
ايا سفينة تحمل كل الاسماء ,كل المعاني
دون تعب ,اوملل ,اوضجر,او عناء ,كيف نصبو الى النماء,الى الاصلاح ,الى الارتقاء ,وبعضنا
يغتاب بعضا ,وبعضنا يمكر بعضا ,وبعضنا يجرح بعضا ,بل وبعضنا يتلذذ بتمزيق البعض.,دون
المروءة ,والنخوة ,والشهامة,دون الاخلاق او الحياء., فقد علمتي الحياة يا سفينة الحياة
,انه دون تكامل او تازر وتسامح, وانه دون احترام او اعتراف بالاخر ,ودون احتواء., يغيب
اي معنى للحباة ,وتغيب اي نكهة للتطوير والتجديد,بل واي لذة للانتصار اوالتحدي والارتقاء.,ويغيب
معنى المعنى ,والاستمرارية والوجود والبقاء.فشتان يا سفينة ,بين امة انشغلت بتفسير
احلام خرقاء ,واخرى مشغولة بتحقيق احلامها لتغزو الفضاء,وتزداد رفعة ,وحضورا,وارتقاءا,ويبلغ
صيتها عنان السماء.,حيت الفكر مجدت ,والعقل قدست, والانسان احترمت ,وبذاتها امنت ,
و الوقت استغلت وما اهدرت, وللزمان ما انتظرت او اهملت او حتى مهلت, بل استفادت ,فطورت
,وجددت ,و لمبادئها قدمت الطاعة والولاء ,ولقيمها الاخلاص والوفاء , وبذلك تكون قد
احسنت ,حين احكمت ,ونظمت خيوط اللعبة بدقة واعتناء,فثحكمت في تسيير,وتدبير خيوطها بحكمة
ودهاء., حين فكرت ,واخترعت, وابدعت , ثم تمكنت في الكون كما تريد وتشاء.فهلا عدلت ياسفينة,
ذاك الشراع ,واذنت له بالرجوع رغم كل ما ضاع ,اننا نكره لحظة الوداع .,فقد عزمنا و
بكل ايمان ,و,محبة وسلام, وبكل احترام للحياة , للانساية جمعاء, ان نعيش في ود وايخاء,.اجل
عزمنا ان نكون معا يدا في يد ,لتكون للحياة نكهة و للبقاء معنى يبهج هذا الفضاء , فالحب,يا
سفينة انسانيتنا ,رسالة, سمو,رقي , وفاء,اخلاص اعتراف ثم تقدير وعطاء .