قبيل تقديم مجلس الأمن لتقريره السنوي
حول الصحراء نهاية أبريل الجاري، تسارع جبهة البوليساريو الخطى من أجل نيل دعم
القوى الكبرى في المجلس لأطروحتها الانفصالية، في وقت ينتظر أن يقدم فيه الأمين
العام لمنظمة الأمم المتحدة تقريره بناء على زيارته الأخيرة إلى المنطقة.
وتقوم وفود من جبهة البوليساريو بزيارات
مكثفة إلى العواصم الأوروبية الكبرى، حيث زار واحد منها روسيا خلال هذا الأسبوع،
والتقى ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الممثل الشخصي للرئيس الروسي،
فلاديمير بوتين، لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويبدو أن نتائج الزيارة الملكية
الأخيرة، التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس، والتقى خلالها الرئيس بوتين،
ورئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، قد خيمت على اللقاء، إذ حاول الانفصاليون بسط وجهة
نظرهم الداعية إلى استقلال الأقاليم الصحراوية عن المغرب، وكسب دعم موسكو، قبيل
جلسة مجلس الأمن، لكن المسؤولين الروس عبّروا عن دعمهم لحل سياسي يرضي جميع
الأطراف.
بلاغ لوزارة الخارجية الروسية كشف أن
ميخائيل بوغدانوف استمع إلى وجهة نظر جبهة البوليساريو عن النزاع حول الصحراء، حيث
كان على رأس الوفد محمد خداد، المكلف بلجنة الخارجية بالأمانة العامة للجبهة، كما
تبادل الطرفان وجهات النظر حول آفاق مسار تحقيق السلام في الصحراء، خاصة مع اقتراب
دراسة مجلس الأمن لمسألة تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء
"المينورسو".
وفشل قياديو الجبهة في نيل موقف روسي
يدعم أطروحتها الانفصالية، حيث عبرت روسيا عن وجهة نظرها حول النزاع بالتأكيد على
ضرورة التوصل إلى حل سياسي متوافق عليه لوضع حد للقضية، وذلك استنادا إلى مقترحات
تعرض تحت سقف منظمة الأمم المتحدة، ودعت أطراف النزاع إلى الاستمرار في العمل
والتعاون فيما بينها.
وزارة الخارجية الروسية قالت، في
بلاغها، إن تعاون الأطراف المعنية ينبغي أن ينصب على وضع حد لهذا النزاع، بما يكفل
تلبية المصالح الأساسية للشعوب الإفريقية، ويساعد على تطبيع الوضع في الدول
المغاربية، في إشارة إلى عرقلة نزاع الصحراء للاتحاد المغاربي.
وكانت موسكو قد أشادت بالإصلاحات
السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قام بها المغرب في مختلف المجالات، تحت
قيادة الملك محمد السادس، وذلك خلال زيارة هذا الأخيرة إلى موسكو منتصف مارس
الماضي، مبرزة أن الكرملين يأخذ بعين الاعتبار موقف المغرب في تسوية نزاع الصحراء المتمثل
في مقترح الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية.
كما أكدت، في بلاغ مشترك مع الرباط، أن
روسيا لا تؤيد أي خروج على المعايير المحددة سلفا ضمن القرارات الحالية لمجلس
الأمن الدولي، وأنها أخذت علما بالمشاريع السوسيو - اقتصادية الرامية إلى تنمية
مناطق الصحراء، وتحسين ظروف عيش الساكنة القاطنة بها.