شارك آلاف الأشخاص ، في
مسيرات بمختلف مدن القبايل بمناسبة ذكرى “الربيع الأسود” الذي احتفي به هذه السنة
في مناخ من التوتر.
ودعا إلى هذه المسيرات حزب
التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (معارض) والحركة من أجل الحكم الذاتي لمنطقة
القبايل (ماك)، حيث استقطبت الآلاف في تيزي وزو وبجاية (أكبر مدن منطقة القبايل)،
الذين قدموا لاستحضار الحدث المزدوج (أحداث 20 أبريل 1980 والربيع الأسود سنة
2001).
ورفع المشاركون شعارات مناوئة
للنظام ومطالبة بالترسيم الفعلي للأمازيغية، فيما نادت أخرى بالحكم الذاتي للقبايل
وأخرى بالاستقلال.
وكان التجمع من أجل الثقافة
والديمقراطية المعروف اختصارا في الجزائر ب(أرسيدي) قد دعا يوم الجمعة الماضي
القبايليين إلى التزام الحيطة لتجنب أي محاولة استفزاز خلال الاحتفاء بالذكرى ال36
ليوم 20 أبريل “لأن النظام اعتاد ، في سياقات سياسية لتصفية حسابات ، على زرع
الفتنة”، وفق بيان للحزب.
وتقدم المسيرة الأولى في تيزي
وزو ، قادة الأرسيدي ضمنهم رئيسه محسن عباس الذي قال بالمناسبة “نحن لا نسعى
لاستعراض قوتنا من خلال هذا التجمع الحاشد بل لتوجيه رسائل أننا لسنا من دعاة
انقسام البلاد كما ادعته السلطة بل نعمل من أجل وحدة البلاد ومن أجل السلم وأيضا
لتحقيق مطلب اللغة الأمازيغية كلغة رسمية وليس كربيبة”.
وتلت هذه التجمع مسيرة أخرى
لأنصار حركة (الماك) رفعت فيها شعارات خاصة بحركتهم للمطالبة باستقلال المنطقة.
وسبق للوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال أن حذر خلال زيارته لمدينة قسنطينة ،
هذا الأسبوع ، حركة الماك، مؤكدا أن الوحدة الوطنية “خط أحمر لا يسمح
بتجاوزه”.
وبرر سلال قوله بأن المطلب
الرئيسي للقبايليين المتمثل في دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، قد تم الاستجابة
له. إلا أن ترسيم الأمازيغية ليس هو المشكل الوحيد في القبايل التي تظل منطقة
بعيدة تقريبا عن اهتمامات النظام. ذلك أنه منذ قدوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة
على رأس السلطة سنة 1999، لم تحظ المنطقة سوى بجزء يسير من الاعتمادات المالية ومن
المشاريع.
وقد شهدت تيزي وزو مسيرة حاشدة
في أكتوبر الماضي للتنديد بمجموعة من القرارات من بينها “إلغاء مشاريع مهيكلة
بولاية تيزي وزو” ضمنها مستشفى جامعي.