على إيقاع تقسيم جهوي موسع جديد من
شأنه جعل السينما والتربية في خدمة التنمية المستدامة ،وانسجاما مع روح الرؤية
الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 خاصة المشروع
17 الرامي إلى الإدماج الفعلي للثقافة في المدرسة
المغربية مع التنزيل المحكم لتدابيرها ، ومن أجل بصمة ثقافية دولية فاعلة ومؤثرة تجعل الكاميرا رديفة للتعلم
، تؤسس لعلاقة جدلية بين السينما والتربية ، وعلى إيقاع وأداء متقن يشد الأنفاس لكورال الثانوية العسكرية الملكية بإفران لمقطوعات غنائية من التراث المغربي الخالد ،انطلقت
بالمركب الثقافي مولاي اسماعيل بفاس الثلاثاء
26 أبريل 2016 فعاليات مهرجان فاس الدولي للسينما والتربية في
نسخته 15 بمشاركة 12 أكاديمية جهوية ، 9 مديريات
إقليمية وحضور لافت لأسماء وتجارب ثقافية
وفنية عربية ودولية . فضلا عن ضيوف
المهرجان الوطني من الشركاء والداعمين
ومن التلميذات والتلاميذ والفنانين والأدباء والمربين ورجال الصحافة وفعاليات
المجتمع المدني والآباء والأمهات
وفي كلمة له بالمناسبة أبرز الدكتور محمد دالي الأهداف النبيلة المتوخاة
من المهرجان وبالقيم الإنسانية والمعاني الجليلة
التي يسعى إلى ترسيخها. معتبرا العلاقة بين
الفنون عامة، والسينما خاصة ، وبين التربية والمدرسة ، علاقة راسخة ومتجذرة تعكس انتظارات المجتمع من كليهما. مضيفا أن من شأن كل ذلك
، إدماج الفرد في محيطه السوسيو ثقافي
وجعله عضوا فاعلا في مجال من المجالات، وتحصينه من الملوثات السمعية والبصرية التي
لم تعد تحترم أي حدود، مع تملكه القدرة على
التعامل الحذر والنفعي مع كل ما يأتي عبر البارابول والفضاءات السمعية ، وتمكينه من توازن ثقافي ونفسي بعيدا عن كل مظاهر
الانحلال أو الانغلاق والتطرف والعنف"
وأشار
إلى أن ما يتوخاه المهرجان من خلال دعمه ثقافة التربية الفنية وتشجيع الأندية
السينمائية بالمؤسسات التعليمية هو خلق فنانين منتجين ومستهلكين واعين ..
وذكر مدير الأكاديمية بمضمون أحد مشاريع
الرؤية للتفتح الفني والأدبي الذي يجد
مرجعيته في المادتين 99 و 100 من الرؤية الاستراتيجية، حيث أفردت وزارة التربية الوطنية إيمانا منها بهذه الأهداف والغايات وبهذه العلاقة بين التربية والفنون
.
وأوضح
أهمية مؤسسات التفتح الفني والأدبي
، الذي يهدف إلى توفير فضاءات خاصة مؤهلة وذات
تجهيز مناسب تمكن أكبر عدد من التلاميذ من
ولوج الأنشطة الفنية والأدبية حسب اختياراتهم وهي. وتوقع مدير
الأكاديمية أن يصل عددها في أفق سنة 2018 أكثر من 82 مؤسسة . وبالنسبة لجهة فاس - مكناس فقد فتحت المؤسسة الأولى
من هذا النوع أبوابها هذه السنة بمدينة فاس
وحظيت بتدشين السيد الوزير ، وهي مؤسسة أم أيمن للتفتح الأدبي والفني ، ومن المنتظر أن تفتح المؤسسة الثانية بجهتنا أبوابها
في بداية الموسم الدراسي المقبل بمدينة مكناس
وأخرى بتازة.
وتماشيا مع روح الرؤية الاستراتيجية، أكد
مدير الأكاديمية ضرورة اضطلاع المدرسة الجديدة بمهمتها في تحقيق الاندماج الثقافي عبر جعل الثقافة
بعدا عضويا من أبعاد وظائفها الأساسية ، على نحو يضمن نقل التراث الثقافي والحضاري
والروحي المغربي ، وترسيخ التعددية الثقافية والانفتاح على ثقافات الغير ، وضمان ولوج
سلس ومنصف للثقافة بين المجالات الترابية والسير في اتجاه تحويل المدرسة من مجرد فضاء
لاستهلاك الثقافة إلى مختبر للإسهام في انتاجها ونشرها "وفي هذا الإطار أعلن الدكتور دالي أن المهرجان يدخل هذه السنة تجربته
الدولية ،مدشنا بذلك مرحلة الانفتاح على تجارب
دول أخرى أوربية وعربية وإفريقية في مجال السينما التربوية ، حيث سيستضيف هذه السنة تجارب كل من دولة المانيا وبلجيكا وإسبانيا
وتونس ومصر وساحل العاج .
وفي السياق ذاته ،كشف مدير
الأكاديمية عزم المنظمين الانفتاح على الأفلام التربوية لأبناء
الجالية بالخارج ابتداء من السنة المقبلة .
وذلك في أفق تعزيز برامج عمل في إطار
سياسة تربوية تكوينية للشباب المغاربة في المهجر،
تستثمر ثقافة وطنهم الأم بتعدد مكوناتها وروافدها في صقل مواهبهم وقدراتهم ومهاراتهم
المتعددة وإسهامهم حسب الإمكان في حوار الثقافات وتواصلها في بيئات المهجر
."
وتميز حفل الافتتاح بكلمة لرئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح وكلمة لمدير المركز الثقافي الفرنسي ورئيس لجنة التحكيم الوطنية والدولية ..كما تميز الحفل كذلك بتقديم عروض ولوحات مسرحية وغنائية من أداء طلبة مؤسسة
التفتح الأدبي والفني " أم ايمن" .
إلى ذلك ، ينعقد مهرجان السينما والتربية في دورته الحالية في سياق الجهوية الموسعة حيث تبارت في الجهة أفلام من تسع مديريات إقليمية هي فاس ومكناس وتازة
وتاونات وصفرو والحاجب ومولاي يعقوب وإفران
و بولمان . وعلى الصعيد الوطني واستمرارا في
تطبيق نفس مقاربة السنتين الماضيتين تمت الاقصائيات
في ثلاثة أقطاب ضم كل واحد منهم أربع أكاديميات جهوية .
ومن ناحية ثانية ، التمس مدير الأكاديمية في كلمته من جميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إعادة النظر في تنظيم الاقصائيات الجهوية لتصبح
على شكل مهرجانات جهوية تحتضنها مؤسسات تعليمية أو مؤسسات التفتح الفني والأدبي تشجيعا للتلاميذ وسعيا إلى نشر ثقافة السينما التربوية
على أوسع نطاق .
يشار
إلى أن عدد الأفلام التي وصلت إلى المرحلة النهائية من الإقصائيات بلغ 23 فيلما بالنسبة للمسابقة الوطنية
و13 فيلما بالنسبة للمسابقة الدولية وتميزت مضامينها بالتركيز على الجوانب التربوية والقيمية والأخلاقية وهي تتوخى على العموم الإسهام في :الإدماج التدريجي للثقافة السينمائية
والسمعية البصرية في الحياة المدرسية . تربية
التلميذ على الحوار والتفاعل والاعتزاز بالنفس والوطن مع احترام الآخر. فسح المجال أمام التلاميذ لتفجير طاقاتهم الإبداعية
في المجال السينمائي والسمعي البصري.
إغناء معارف التلاميذ السينمائية والسمعية
البصرية .– تنمية الحس النقدي واكتساب منهجية للنقاش والنقد الموضوعي البناء .ــ نبذ
جميع مظاهر التطرف والعنف والإرهاب والتحلي بالأخلاق الحميدة والسلوك الحسن و التشبع
بثقافة حقوق الإنسان في جميع تجلياتها .
وستشهد الدورة
تكريم شخصيتين كبيرتين : الأولى في
مجال التربية مشهود لها في منظومة التربية
والتكوين ، تحمل مسؤولية تدبير الأكاديمية
زهاء أربع سنوات ، وساهم بفعالية في وصول هذا المهرجان إلى ما هو عليه الآن
إنه الحاج محمد ولد دادة .أما الشخصية الثانية الفنان
والسينمائي المغربي داوود اولاد السيد
وتميز هذا الملتقى
الفني والثقافي السنوي
الذي تنظمه الأكاديمية
الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس
بشراكة مع جمعية "فضاء الإبداع للسينما والمسرح"
في الفترة الممتدة من 26 إلى 29 أبريل 2016
بانفتاحه على التجارب السينمائية التربوية الوطنية والدولية، سواء من خلال العروض السينمائية أو عبر تنشيط ورشات تكوينية ومناقشات ثقافية وفنية
للأفلام، حيث تشتغل
السينما والتربية على المجال الجمالي والفني والتقني والإبداعي.
في الممارسة والتعامل والوعي بالأدوار التي تتقاطع عند الأهداف الكبرى للمهرجان.
يشار كذلك إلى أن الحفل الافتتاحي حظي بتغطية
إعلامية مكثفة من قبل وسائل الأعلام المكتوبة
الورقية والالكترونية السمعية والبصرية في طليعتها
القناة الأولى والثانية .