adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/03/08 - 10:24 ص


لقد آن للدراسات النقدية والقراءات الشعرية واحتفالات توقيع الدواوين أن تتخلى عن صرامتها النظرية والتخاطب النخبوية والذهاب الى استباحة معيارية الصالونات، إذ ما جدوى الثقافة إذا لم يغامر النقاد والشعراء في اجتراح فضاءات غير معهودة، بل وغير متوقعة، وينتزعون صمت المعاني المبدعة من كل الفئات الاجتماعية والثقافية، ويعتصرون الشعر من النثر الكلام من الصمت، ويستخرجون الجمال من الدهشة، لفئات اجتماعية غفيرة حجت يوم الأحد 6 مارس 2016 لقاعة عرض بإحدى محطات الوقود بمدينة ورزازات لمعانقة الشعر والشعراء والنقد والنقاد في إطار احتفال جمعية طاقات شبابية وجمعية تامسنا النسوية لتنمية المرأة باليوم العالمي للمرأة.
 العشرات من الشابات والشباب والمثقفين والمدرسين والإعلاميين والأطفال دون الثامنة عشر سنة، كل هؤلاء احتفوا بشعرية الشاعر الإعلامي مصطفى غلمان وأقبلوا على حفل توقيع إصداره الأخير " قلق البارادايم "، كما تجاوبوا مع قراءة نقدية غامر من خلالها الناقد عبد اللطيف سندباد في بنيات وممكنات النصوص الإبداعية المشعة في الديوان، متسلحا بالمنهج اللساني ذي البعد التداولي، كاشفا بمداخلة نحت لها عنوانا: " " قلق البارادايم " إبداع لدلالات معجمية مفتوحة" عن أسئلة حارقة ورهيبة في البناء اللغوي والفني لقصيد غلمان، سعى بها الناقد إلى خلق المصاحبة بين النص الإبداعي والنقدي، مركزا على المبدأ الموجّه للديوان، مبدأ " التحويل " الضابط لشعرية الدلالة وما يسمح به معجم الشاعر المعتق الموروث في الانتقال من دلالات المطابقة إلى دلالات الانزياح.
كما أبرز  الباحث خصوصية الحقول المعجمية المؤطرة للديوان، وهيمنة الترابطات المعجمية الوثيقة الصلة بالحقول الشعرية والسياسية والفلسفية والصوفية على ما دونها، ليخلص في هذه المقاربة من القراءة إلى انسكان " بارادايم " الشاعر بالقلق المستمر والمفارق مشكل صيرورة في الزمن، وحتمية في الحياة، وعودا أبديا لا شيء يوقفه.
وبدوره أضفت الشهادات والقراءات الشعرية للشاعر الكبير اسماعيل ازويريق رئيس اتحاد كتاب المغرب فرع مراكش على احتفالية التوقيع،  جمالية شعرية ألهبت حرارة الحضور وانبسط لروحانياتها.