adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/02/12 - 12:08 م


بقلم : صلاح رواضي
يتحدث اليساريون منذ مدة طويلة على ضرورة تجميع قواهم لخلق قطب يساري يعيد التوازن للمشهد الحزبي والسياسي في البلاد، كان هذا منذ بداية تسعينيات القرن الماضي حيث إلتأم اليساريون في 3 لقاءات وطنية انعقدت كلها بمدينة سلا .وبدلا من أن تنتج تلك اللقاءات أداة حزبية واحدة قوية لتأطير الشباب والشغيلة وعموم الفئات ذات المصلحة في التغيير لقلب ميزان القوة لصالح الديمقراطية وتثبيت الحقوق الفردية والجماعية وتخليص السياسة من هيمنة المخزن والأحزاب الإدارية فرخت تلك اللقاءات أربعة تنظيمات : النهج الديمقراطي ,الديمقراطيون المستقلون ,الحركة من أجل الديمقراطية والفعاليات. 
لكن بالرغم من ذلك الانشطار الذي تعمق في الجسم اليساري بقي الحديث عن ضرورة التجميع باعتباره أولوية وخيارا وحيدا لتقوية الصف اليساري الديمقراطي .وبعد عدة سنوات تميزت بين المد والجزر في سيرورة الإمساك بحلم التجميع تمكنت في الأخير أربعة مكونات يسارية من رسم لوحة للتجميع وخلق فجوة من الأمل للنهوض بالمشهد السياسي والانتقال به من التقليدية إلى الحداثة وهي منظمة العمل , الديمقراطيون المستقلون الحركة من أجل الديمقراطية والفعاليات حيث شكلوا في يوليوز 2002 حزب اليسار الاشتراكي الموحد الذي سيصبح الاشتراكي الموحد في 2005 بعد انضمام جمعية الوفاء للديمقراطية للحزب.
تزخر أوراق الحزب منذ التأسيس إلى الآن بقناعة ثابتة تتلخص في ضرورة تجميع القوى اليسارية لتقوية الذات وبناء الحزب اليساري الكبير حتى تتمكن من لعب دورها السياسي من موقع المؤثر في السياسة من أجل التغيير وبناء الدولة الديمقراطي الحديثة ..في هذا السياق ولدت فدرالية اليسار التي لازالت لم تنتج المتوخى منها .. لكن خلال الشهور الأخيرة تراجع الحديث عن أهمية التجميع وظهرت على السطح بدل منه ثلاثة مبادرات يقوم بها بعض اليساريين واليساريات بهدف بناء تنظيمات سياسية جديدة ..دعنا نتفق منذ البداية أنه من الناحية الديمقراطية وحرية التعبير والانتماء يحق لكل مجموعة ترى في نفسها التجانس والإقتناع بنفس الفكرة أن تشكل ما تراه مناسبا لها كأداة حزبية للفعل السياسي ..هذه قناعة لا خلاف عليها من الناحية الديمقراطية .ولكن ما يمكن التساؤل حوله وبصدق ,هو هل ستأتي تلك التنظيمات المنتظرة بالجديد في مجال الخط السياسي والأهداف والبرامج وطريقة بناء التنظيم عندما تنتقل من التنظير إلى الممارسة أم ستعيد إنتاج جوهر ماهو موجود بصيغ جديدة تختلف فيها الجمل والكلمات فقط .؟؟وهل عندما ستصطدم بالعوائق التي يفرضها الواقع السياسي المهترئ والموبوء ستقتنع في آخر المطاف بضرورة البحث عن أفق للتجميع لتعيد بذلك إنتاج نفس الخلاصة التي توصلت إليها تنظيمات يسارية وجد ت من قبلها ؟؟؟..كنا نردد في سبعينيات القرن الماضي مقولة فلتتفتح مئة زهرة ..ولكن اليوم يدرك الجميع من موقع الثقافة اليسارية والديمقراطية أن الفعل الحقيقي في المشهد السياسي المغربي لا يمكن أن يعطي أكله إلا في إطار تجميع القوى الحية في المجتمع التي تسعى حقا إلى بناء دولة ديمقراطية ومجتمع واع يأخذ زمام مصيره بيده .وفي غياب ذلك فإن اليساريين سيصرفون جهودا جبارة ليكتشفوا في الأخير أنهم يعيد ون إنتاج أنفسهم بنفس الجمل والعبارات وذلك ما يسعى إليه كل أعداء الديمقراطية والتقدم.