يسود الغضب والغليان في الأوساط هيآة الحقوقية إثر تصاعد إضراب الأطفال المعتقلين في سجن كوم الدكة بالإسكندرية، شمالي مصر.
مركز الشهاب لحقوق الإنسان أعلن عن تضامنه مع إضراب الأطفال المعتقلين داخل سجن الأحداث، بسبب الانتهاكات التي ترتكب بحقهم داخل مقر احتجازهم غير الآدمي، والذي يتنافى مع أدنى معايير حقوق الأطفال والمواثيق المحلية والدولية.
وقال الأطفال الذين أعلنوا إضرابهم منذ يومين، إن إدارة السجن منعت عنهم الزيارة اليومية لتقتصر على زيارة أسبوعية لا تتعدى 5 دقائق، كما منعت دخول الطعام إليهم، والذي كانوا يعتمدون عليه في غذائهم نظراً لقلة ما يقدم لهم من طعام.
وأضافوا، في بيان مسرب من داخل معتقلهم، أن إدارة السجن تواصل الممارسات والانتهاكات بحقهم رغم صبرهم على الاعتقال والحبس الاحتياطي، والذي انقضت فترته القانونية دون أن يتم تقديمهم للمحاكمات وهو ما يعد قتلاً بطيئاً لهم مع استمرار الممارسات القاسية.
وأضاف الأطفال تواصل إضرابهم عن الطعام حتى تتم الاستجابة لمطالبهم.
فيما أفادت تقارير حقوقية أن المعتقلين يتعرضون للضرب والتعذيب بشكل يومي من قبل قوات الأمن والمسجونين الجنائيين.
وأشارت أم أحد المعتقلين، في تصريحات صحافية، إلى أن الأحداث يتعرضون للاغتصاب على يد أمناء الشرطة والسجناء الجنائيين.
وأكدت أن هذه الانتهاكات تتم تحت إشراف مباشر من مسؤول بمباحث الإسكندرية، في محاولة لكسر إرادة المعتقلين الأطفال.
وأضافت أن إدارة السجن "تحظر على الأطفال ارتداء ملابس سليمة داخل العنابر، بل يتم إجبارهم على ارتداء ثياب ممزقة بغرض إهانتهم وإذﻻلهم ويفتشون بشكل مهين من وقت لآخر".
وحسب روايتها، فإن بعض الأطفال مضى على اعتقالهم ثمانية أشهر.
وتعتقل مديرية أمن الإسكندرية 165 طفلاً في سجن كوم الدكة منذ أكثر من ثمانية أشهر، وتتهمهم بالمشاركة في مظاهرات مناهضة للجيش والشرطة، والانتماء لـ"جماعة إرهابية"، وتكدير الأمن والسلم العام.
وتقدمت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان ومقرها جنيف بشكوى إلى المقرر الأممي الخاص المعني بمسألة التعذيب للتحقيق بشأن تعرض 52 طفلاً تراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً للتعذيب والاعتداءات.
وذكرت المنظمة في شكواها أن شهادات القاصرين تشير إلى أنهم تعرضوا للضرب وإطلاق الكلاب عليهم والتعذيب بالحرق بالسجائر والصعق بالكهرباء والاعتداء متهمة السلطات المصرية بالتخلي الكامل عن التزاماتها الحقوقية الدولية.