adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/01/31 - 2:30 م



بقلم الأستاذ حميد طولست
إن الأمانة مطلوبة في كل عمل الإنسان، وفى كل المجالات ، وخاصة مجال "صيانة المال العام" الذي يملكه الناس جميعهم ، وينتفعون به في كل وقت وحين ، الصيانة التي أوجبها الدين على كل مسلم ، لأنه مستخلف عليه ، ومكلف بالحفاظ عليه ، ومفروض عليه حرصه وصونه كما يصون ماله الخاص ، وألا يأخذ منه شيئاً بغير حق ، مقابل رشوة أو هدية ونحو ذلك  ، ولا ينفقه إلا فيما يخدم أبناء الوطن وينميه ويرقى به ، لأن الاستيلاء على شيء منه ، والاستئثار ببعضه -بأى طريق- يعد جريمة تواجه الكثير من البلدان معضلة معالجتها ، متستلزم محاربتها أو الحد من غلوائها ،على الأقل، كا يطرح مئات الأسئلة البسيطة والمحير في نفس الوقت كالسؤال : هل فعلا ما يحصل في البلاد هو فساد ، يوجب محاسبة فاعليه ، بعيدا عن العفاريت والتماسيح ، التي ليست غير كلام فارغ ، ولا ينم إلا عن قصور في فهم ما يجري ؟ والسؤال : هل هناك شخص بعينه يمكن أن نوجه له تهمة الفساد ، ونحاسبه على ما يعم البلاد من اختلاسات ؟..لاشك أننا لا نعرف من هو المسؤول عن كل هذا الذي يجري حولنا من فساد وإفساد ، لتنصل جميع المفسدين منه وإبعاده عن شخوصهم وأحزابهم ومعاونيهم ، وسلوكهم في ذلك كل سبل التضليل لإخفاء فسادهم وفساد رهطهم وعشيرتهم ، ورميه في أحظان غيرهم ، حتى يتفرق دم الفساد بين القبائل ، كما يقال ، ولا يقدر عليه ، اعتقاداً منهم بأن ذلك يغسل درنهم و يستر عوراتهم  .
ولا يخفى على فطن ، أن قلة من افتضح أمر فسادهم ، ليس دليلا على قلة الفساد ، بل بالعكس فالفساد ضارب أطنابه في كل المجالات ، ومنتشر بشكل مهولة بيم ضعفاء النفوس ، الذين لا هم لهم إلا الحصول على الأموال والامتيازات وإهدار كل شيء في هذا البلد ، المنتسبين لكل الفئات والأحزاب والشخصيات ، ويزيد من عددهم وقوتهم وجبروتهك، تساهل الحكومات مع كبارهم ، وتعاملها معهم  بمدأ "عفا الله عما سلف" وكأنهم مرفوع عنهم قلم المساءلة ، أو أنه لا ضرر فيما يأخذونه من أموال الشعب ، ما جعلهم يغفلون أو يتغافلون عن كون الشعوب كالبركان ، تثور دون سابق إنذار ، ورغم عبر التاريخ ، ووقائع المحيط المحيط بهم ، وأن الفساد إذا تكلم ، شهد على أصحابه بأنهم فاسدون" فإنهم لم يأخدوا العبرة ، لأن على قلوبهم أقفالها ، . فلا بد من اخذ الدروس والعبر من أحداث التاريخ ، والفردية المطلقه لا يمكن ان توصل إلا ما لا يحمد عقباه ، الأمر خطير ، ويشعر المواطنين بالخوف على مستقبلههم ومستقبل أبنائهم ووطنهم .
الخلاصة هي أن الدولة أمانة في أعناق الشرفاء من أبناء هذا الوطن ، وعلى المخلصين الصادقين أن يوحدوا الجهود للوقوف في وجه الفساد والمفسدين في أجهزة الدولة الذين إذا تكلموا تاهوا وإذا عملوا أفسدوا ودمروا والذين سوف يلاقون ما يستحقون ..