adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/01/13 - 10:31 ص


بقلم الأستاذ حميد طولست
في الوقت الذي كان فيه المغاربة الأمازيغ ينتظرون من حكومتهم -ذات التوجه الإسلامي والتي عقدوا عليها الآمال العريضة – تنزيل مقتضيات الفصل الخامس من دستور 2011 ، لتفعيل القوانين التنظيمية المتعلقة بالأمازيغية ، يفاجأ الأمزيع  ، ليس بتهميش الحكومة لتلك القوانين فقط وتأجيل النظر فيها ، وجعلها في ذيل المخطاطت التشريعية التي قدمت للبرلمان بعد التنصيب ، وبدل أن تطبق الخطاب الملكي لافتتاح الدورة البرلمانية الخريفية لمجلسيه لسنة 2012  ، الداعي إلى اعتبار ملف الأمازيغية من بين الملفات الخمسة الأولى التي ينبغي تنزيل قوانينها التنظيمية ، خرجت نفس الحكومة في شخص رئيسها  -بعد مرور أربع سنوات من عمرها - على الأمازيغ ، بكلام تحقيري تجريحي ، تمييزي عنصري وعرقي ، وذلك خلال الكلمة التي القاها أمام برلمان حزبه ،  والتي قال فيها وهو يتكلم عن جامع المعتصم: "هاد الحياة ديالو كأستاذ هو والمرا ديالو و12 سنة وهو كايقبط 3 ديال المليون في الشهر وهو سوسي، بشحال كايعيش كاع”، مردفا “واخا دايز مع الدار البيضاء، مولفين تاياكلو شويا بزايد ولكن هو رجل مقتصد".
إن حدوث مثل هذه المواقف السلبية وتلك التصريحات التحقيرية للأمازيغ لغة وثقافة وهوية ، ذات الخلفية الأيديولوجية الأكثر منها دستورية أو سياسية ، وتزامنها مع تهيؤ الأمازيغ للأحتفال بسنتهم الأمازيغية 2966، خلفت استياء عارما وأسى بليغا لدى عموم الشعب المغربي ، وجعلته أمام ردة حقوقية خطيرة ، مست هويته الثقافية والاجتماعية والعرقية وحطت من قيمة فئة عريضة منه ، وكرست التفرقة بين أفراد مجتمعته ، ولا شك أنها تدفع للتنافر والكراهية والمعاداة ، التي تدمر أمن الأفراد وآمان المجتمع ، وتفضح  نوعية التعامل المقيت مع أهل سوس، المبني في جوهره على الكراهية والعدوانية ، ما دفع بالحركة الأمازيغية إلى طرح مجموعة من التساؤلات والاستفهامات حول دوافع رئيس الحكومة ، على العمل دون كلل أوملل، على إشعال الفتنة بين المغاربة ،وهو يعلم أن العرب تقول :" الحرب والفتنة أولها الكلام" و الشيء الذي يمكن استحضاره من خلال العديد من تصريحاته ومواقف الكثير من قياديي حزبه العدالة والتنمية ، الذين أنستهم المناصب المخزنية المهمة ، كل الذين منحوهم ورئيسهم ، الثقة التي جعلتهم يحتلوا المرتبة الأولى ، وليتحدثوا باسمهم ، وعلى رأسهم الأمازيغ ، الذين لم يتورع رئيسهم عن استفزازهم وتحقيرهم ، في خطاباته السياسية التي يلجأ فيها -عندما يستحيل عليه الإقناع - إلى بلورة ألفاظها ومعانيها ، إلى استراتيجية خطابية صميمها ألفاظ السب والشتم ، ومعاني الاحتقار والتجريح والتهديد ، وكأنه دونكشوط في حاجة لعدو مفترض ، يخشى أن ينهي في أي لحظه ما وصل إليه وحزبه من سلطة ، فيجسد ذلك العدو في الإنسان الأمازيغي ولغته ، ويمهاجمه بخرجاته التحقيرية غير المحسوبة ، التي خلفت لدى الكثير من نشطاء الحركة الأمازيغية ، ردود فعل سلبية – كتلك الخرجة المتهورة ، التي صدرت قبل سنوات عن المقرئ أبوزيد والتي أساء بها  إلى أهل سوس ، والتي كنا نظن أن زمنها ولى إلى غير رجعة - دفعت بهم للمطالبة بإعتذار بنيكران للمغاربة عامة ولأهل سوس على  وجه الخصوص على ما وصفهم بهم من بخل وشح ، وهم بخلاف ذلك ، أناس كرماء يتميزون بالجدهم والمتابرة في كسب الرزق الحلال من عرق الجبين،. وهم فخورون بانتمائهم للثقافة والهوية الأمازيغية والسوسية ، ويرفضون إحتقار أي كان لها ، لما تتركه من آثار سيء على نفوسهم الأبية ، كما في قول الشاعر:
وقد يرجى لجرح السيف برء..... ولا برءٌ لما جرح اللسان
جراحات السنان لها التئام... ولا يلتام ما جرح اللسان
وجرح السيف تدمله فيبــــــــــــــرى ....ويبقى الدهر ما جرح اللسان