adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/01/05 - 1:19 م



بقلم :محمد بوسعيدي
إن كل الشعوب عبر التاريخ تتخذ حدثا متميزا لبداية تاريخها ،ولقد اختار المسيحيون يوم ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام بداية للتاريخ الميلادي ،في الوقت الذي اختار فيه المسلمون مناسبة هجرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من مكة الى المدينة المنورة بداية للتاريخ الهجري ،أما التاريخ الامازيغي فيعتبر أقدم تاريخ ،حيث اعتبر الامازيغ القدامى مناسبة انتصار الامازيغي شي شونغ على الأسرة الفرعونية الواحدة والعشرين ،وكان ذلك تقريبا 950 سنة قبل الميلاد مناسبة لبداية التقويم الامازيغي حسب ما أشار إليه اغلب المؤرخين ،إلا ان الملاحظة المثيرة هو نهج التفاضل بين هذه الأحداث ،فنستقبل السنة الميلادية بالاحتفال والحلوى والخمر والهدايا المختلفة سيرا على عادات مستوردة ،معلنين يوم الفاتح من كل سنة ميلادية يوم عطلة ،ليمر الفاتح من محرم كل سنة اقل احتفالا من سابقه ،لتواكبه هو الآخر طقوس الشعوذة والجدبة ...مع يوم عطلة ،رغم أن هذين الرسولين العظيمين الذين يعتبران من أولي العزم من الرسل ،وبعثا لهداية البشرية إلى سواء السبيل ،بريئان من بدع و خرافات الأتباع .
إلا أن الملاحظة التي لا يختلف فيها اثنين هو التهميش المتعمد الذي يطال التقويم الامازيغي عبر القرون رغم قدمه وتوغله في التاريخ ،ويؤرخ لشعب عريق في بلاد تامازغا لم تغير عادات وتقاليد الشعوب القادمة من الشرق والغرب من التمسك بلغتهم وثقافتهم ومع ذلك يجعلون من يوم 14 يناير من كل سنة يوما عاديا كباقي الأيام وكأنه لا يعني لهم شيئا ،بخلفيات مختلفة تنفث فيه سموم القوميات والأعراق ، وتحطيم كل ما يرمز إلى تاريخ الامازيغ لطمس الهوية وتذويبهم في هويات دخيلة قصد إفقاد الخصوصية، فلا اعتراف ولا عطلة ولا إشارة لهذا اليوم التاريخي. 
ولقد أجمعت مجموعة من الجمعيات والفعاليات الامازيغية في جهة فاس- مكناس تخليد هذا الاحتفال هذه السنة بشكل جماعي في مركز الجهة بمدينة فاس من يوم 13 الى 16 يناير 2966 بشيئين أساسيين : الاحتفال والنضال ،الاحتفال بتخليد الذكرى بندوات فكرية وكارنفال يجوب شوارع فاس يعكس التنوع الثقافي للمغرب من حيث عادات الطبخ ،اللباس، الاهازيج ،الايقاعات ،الفروسية ..تجسده فرق من مختلف ربوع الوطن ،ويختتم بامسية فنية تحييها فرق احيدوس ، أحواش ، كناوة، عبيدات الرمى، طقطوقة جبلية .. لتجسيد تنوع بلادنا على الخشبة .
أما نضاليا فسيكون اليوم مناسبة للمطالبة بإخراج القانون التنظيمي للامازيغية وتفعيلها في الحياة العامة للمواطنين تنزيلا لرسمية اللغة الامازيغية الوارد في الدستور الذي لازال يراود مكانه رغم مرور أربع سنوات على وجوده.مع المطالبة بيوم عطلة في هذا اليوم لتثمين الرمزية.
وان الأجدر أن نحترم كل ما يحتفل به الإنسان ،وما يشكل لديه حدثا بغض النظر عن كل النزعات ،كي يجد كل ذاته بلا تهميش لتاريخ آو حضارة قوم ،في إطار مودة وأخوة وحياة يملاها الحب لبني البشر ،لتنتفي الضغائن ويسود الوئام على كوكبنا. فأنا مستعد أن احتفل معك فيما تراه يعني لك شيئا ،فهل أنت مستعد لنفس الشيء معي ؟؟؟