في انتظار الحكم ألاستئنافي الذي رفعته جماعة اولاد الطيب، و المتعلق باقتطاع 500 ألف هكتار من أراضي الجماعة و ضمها إلى مدينة فاس، و تأييد موقف الاقتطاع الذي باشره العمدة السابق حميد شباط من قبل وزارة الداخلية، من خلال القرار رقم 3375.14، الذي أصدره محمد حصاد يؤكد فيه على ضرورة ضم هذه الأراضي إلى جماعة فاس.
القرار الذي نزل كالصاعقة، على سكان جماعة اولاد الطيب وعلى مجلسها، الذي لم يدخر جهدا لاسترجاع أراضي جماعته، بعدما أصبحت هذه الجماعة تعرف تقدما مضطردا بفعل أوراش التنمية، التي فتحها مجلسها الذي يتربع على رئاسته رشيد الفايق، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عبر سلك مختلف الطرق القانونية من أجل إلغاء القرار المذكور و إعادة الحق لذويه، حيث اضطره هذا الصراع حول هذه القضية إلى التخلي عن انتمائه الحزبي مرتين، بعدما تبين له تواطؤ قياداته الحزبية السابقة مع الأمين العام لحزب الاستقلال.
و في عز الصراع بين الجماعتين حول مصير الأراضي المقتطعة، والتي تشكل مجالا للاستثمار و التنمية المجالية بالنسبة للجماعتين، باعتبار الموقع الاستراتيجي الذي تحتله، و ارتفاع سعر الأرض وتهافت المنعشين العقارين عليها، عرفت جلسات البرلمان جوا ملتهبا كان أبطاله نواب حزب العدالة والتنمية وعلى الخصوص منهم عبد العزيز أفتاتي، عبدالله بوانو، والاستاذ بنحميدة هذا الأخير يعتبر عضوا بمجلس مدينة فاس أيضا، فقد ارتكزت أسئلتهم بلجنة الداخلية على مساءلة وزير الداخلية حول مصير أراضي جماعة اولاد الطييب، وضرورة إعادة النظر في القرار الصادر عن وزير الداخلية، الذي يدعم موقف شباط الذي يسعى الى توسيع مجال نفوذه وضرب غريمه رشيد الفايق في عمق داره، و لم تقتصر المداخلات والأسئلة على المجلس الموقر، وإنما عرفت دورات مجلس مدينة فاس تطاحنات و اجتماعات ساخنة بفعل هذه النقطة، تزعمها مستشارو العدالة و التنمية الذين كانوا وقتها يصطفون في معارضة المجلس.
الآن، وبعدما استطاعت العدالة والتنمية اكتساح أصوات الناخبين بمدينة فاس خلال استحقاقات الرابع من شتنبر، و قيادة مجالس تدبير مقاطعاتها و مجلسها، يطالب رشيد الفايق عمدة مدينة فاس الجديد إدريس الأزمي، إلى الانسجام مع مواقف حزبه المدافعة عن حق جماعة اولاد الطيب في استرداد أراضيها، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
وفي جولة استطلاعية لجريدة القلم الحر بجماعة اولاد الطيب، أكدت الساكنة وبعض فعاليات من المجتمع المدني أنهم مستعدون للقيام بمسيرة على الأقدام صوب جماعة سايس، ومنها إلى مقر مجلس المدينة بأكدال، معتبرين أن المسألة مسألة وقت لا غير، مؤكدين أنهم لن يتوانوا عن الدفاع عن حقهم المسلوب بكل الطرق و الوسائل المشروعة، أملهم أن يحتكم السيد الأزمي إلى العقل و الضمير و المنطق، و أن يكون مخلصا ووفيا لشعاراته التي رفعها في الانتخابات السابقة، ولالتزاماته مع الناخبين حول محاربة الفساد و الفوضى، وطرق الابتزاز و المساومة في تدبير الشأن العام، حسبما جاء في مداخلته خلال استضافته من قبل إذاعة "ام. اف. ام" الجهوية حيث صرح أن زمن التسيب انتهى في مدينة فاس.